في بداية الأمر أرسل أهل الكوفة أكثر من (500 كتابا ) للحسين(رضي الله عنه) يقولون فيها نبايعك ولا نبايع يزيد , يقول الشيعي كاظم حمد الإحسائي النجفي: «وجعلت الكتب تترى على الإمام الحسين عليه السلام حتى ملأ منها خرجين، وكان آخر كتاب قدم عليه من أهل الكوفة مع هانئ بن هانئ السبيعي، وسعيد بن عبد الله الحنفي، ففضه وقرأه وإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين. أما بعد: فإن الناس ينتظرونك ولا رأي لهم إلى غيرك فالعجل العجل»(عاشوراء ص 85 تظلم الزهراء ص141) . ويقول الدكتور الشيعي أحمد النفيس: «كتب أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام يقولون: ليس علينا إمام فأقبِل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق، وتوالت الكتب تحمل التوقيعات تدعوه إلى المجيء لاستلام البيعة، وقيادة الأمة في حركتها في مواجهة طواغيت بني أمية، وهكذا اكتملت العناصر الأساسية للحركة الحسينية ، وهي: .... وجود إرادة جماهيرية تطلب التغيير وتستحث الإمام الحسين للمبادرة إلى قيادة الحركة، وكان موقع هذه الإرادة في الكوفة تمثلت في رسائل البيعة القادمة من أهلها»(على خُطى الحسين ص94) . ويقول المحدث الشيعي عباس القمي: «وتواترت الكتب حتى اجتمع عنده في يوم واحد ستمائة كتاب من عديمي الوفاء أولئك، وهو مع ذلك يتأنى ولا يجيبهم، حتى اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب»(منتهى الآمال 1/430) . عندها ارسل الحسين (رضي الله عنه) ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى حقيقة الامر وحال وصول مسلم بن عقيل الى ارض الكوفة علم به والي الكوفه (عبيد الله بن زياد) فأمر باعتقاله وقتله .. وقبل ان يقتل مسلم بن عقيل اوصى عمر بن سعد بن ابي وقاص فقال له (انت اقرب الناس مني رحما ، فاوصاه ان يذهب الى الحسين (رضي الله عنه) ويخبره ان يرجع ) ثم قتل بعد ذلك مسلم بن عقيل. وفعلا ذهب عمر بن سعد بن ابي وقاص الى الحسين واخبره ان اهل الكوفه قد خدعوه وقتلوا مسلما وعندها هم الحسين (رضي الله عنه) بالرجوع لكن اولاد مسلم بن عقيل قالوا والله لن نرجع حتى نأخذ بثأر أبينا وخرج الحسين معهم .. وعندما علم والي الكوفة بخروج الحسين (رضي الله عنه) جهز له جيشا قوامه (5000) مقاتل فالتقوا في كربلاء . فعندما علم الحسين (رضي الله عنه) إن الأمر جدٌ قال لهم إني أخيركم إحدى ثلاث:- (1) أن أعود إلى المدينة. (2) ان تسمحوا لي بالذهاب الى ثغر من ثغور المسلمين فاكون عليه. (3) ان اذهب الى يزيد واضع يدي بيده . والسؤال المهم هنا : منهم الذين قتلوا الحسين : أهم أهل السنة و الجماعة ؟ أم يزيد بن معاوية ؟ أم الشيعة الروافض ؟ إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تؤكد أن شيعة الحسين في الكوفة هم الذين باشروا بقتل الحسين ؟ ودليل ذلك ماروته اغلب كتب الامامية ومنها :- مقاله السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }. ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم لا سقاكم الله يوم الظمأ " { الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}. وكانو تعساً الامام الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة. تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة " { الاحتجاج للطبرسي }. ومن خلال ما سبق يتبين دور الفرس الذي لعبه (عبيد بن زياد) الذي أبطل كل محاولات الصلح وهو من أصل عربي ولكن أمه كانت من أميرات فارس تزوجت والده عندما كان حاكما على خراسان في زمن الخليفة علي (رضي الله عنه). نعم أيها القارئ الكريم لقد استدرج سيدنا الحسين الى ارض المعركة بخطة فارسية يهودية هدفها القضاء على الاسلام ورجاله وفعلا الذي باشر يقتل الحسين هو الشمر بن ذي الجوشن الفارسي ومجموعة من الفرس اعدوا لهذا الغرض . اما العرب فلم يباشر احد منهم في قتل الشهيد الحسين او احد من اهل بيته الكرام ،وهذا ماروته أمهات الكتب المعتمدة ونحن اهل السنة موقفنا غي ذلك ثابت فلعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من قتل الحسين أو رضي بذلك. وبناءا على ذلك لماذا ندفع ضريبة قُتل الحسين منذ الاف السنين ولحد الآن ندفعها من دمائنا ونسائنا وأبنائنا بحجة أننا رضينا بقتل الحسين ونحن في أصلاب آبائنا، وفي بطون أمهاتنا!!!! فاستباح ابن العلقمي بغداد بحجة الثأر للحسين......... وذبح البساسيري النساء والشيوخ في العراق بحجة الثأر للحسين............ وهدَّمت مساجد أهل السنة في العراق.... وقتل شيوخنا وعلمائنا باسم ظالم اهل البيت...... وبقرت بطون الحوامل...... وحرَّقت الجثث، واختطفت الناس من بيوتهم، واغتصب العذارى بحجة الثأر للحسين!!!!! وهكذا نجحت الخطة الفارسية بزعامة عبيد الله بن زياد في نسج الاحداث وقتل الحسين (رضي الله عنه) لتجعل من هذا الحدث سببا للطعن بالعرب وشق الصف الإسلامي وبث الطائفية بين المسلمين. موقف أهل السنة والجماعة من قتل الحسين ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية فقال في (مجموع الفتاوى (4/487)) (وأما من قتل الحسين عليه السلام، أو أعان على قتله، أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) [مجموع الفتاوى (4/487)]. ولكننا معشر أهل السنة نرى صيام هذا اليوم، وقد ثبت صيامه عندنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وثبت عند الشيعة أيضاً بمرويات الأئمة عليهم، وهي روايات ثابتة معتمدة في الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة. نقولها حقيقة للتاريخ عندما بلغ يزيد بن معاوية مقتل الحسين (رضي الله عنه) عاقب الذين قتلوه ، وبكى على الحسين (رضي الله عنه)واظهر حزنه واكرم اهل بيته ولم يكن يزيد بن معاوية يعلم بقتل الحسين (رضي الله عنه) ولم يكن موافقا عليه من الاساس . والسؤال المهم هنا هو ما موقف العلماء من يزيد بن معاوية ؟ ج/ اختلف العلماء في حال يزيد بن معاوية الطائفة الاولى : قالت انه لم يكن يعلم بقتل الحسين (رضي الله عنه) لذلك لا يجوز لاي شخص لعنه . الطائفة الثانية: قالت يجوز لعن يزيد بن معاوية ولكن الذي يلعنه لا بد ان يثبت عنده عدة امور: 1-ان يزيد هو الذي قتل او اعان على قتل الحسين (رضي الله عنه). 2-ان يزيد لم يتب ومن المعلوم ان الكافر اذا تاب تاب الله عليه فكيف بالمسلم ؟ 3-عدم جواز لعن المعين ، وهذا مذهب اهل السنة والجماعة الذي يقول : (لا نلعن يزيد ولا نسبه ولا نمدحه ونكل امره الى الله) ويقول (قوم طهر الله سيوفنا منهم فلنكف السنتنا عن الكلام عنهم ) ونقول قال تعالى (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون). لماذا التركيز على استشهاد الحسين (رضي الله عنه) كذلك قال العلماء ان قتل الحسين (رضي الله عنه) ليس اعظم من قتل الانبياء (فنبي الله يحيى قدم راسه لبغي وهو نبي وقتل زكريا وقتل غيرهم من الانبياء ، وقتل عمر بن الخطاب بايد فارسية وقتل علي بن ابي طالب بايد فارسية ، وقتل عثمان بن عفان بأيد فارسية وبمجزرة دموية يندى لها جبين البشرية قطعوا يداه .. ثم رجلاه ..ثم طعنوه عدة طعنات وهو لايزال يلفظ انفاسه الاخيرة ثم مات (رضي الله عنه) بهذه المجزرة, والحمزة (رضي الله عنه) قتل ، وأكلت أحشاءه. أليس الذي سبق كله أعظم من قتل الحسين (رضي الله عنه)؟. إذن لما التركيز على قتل الحسين (رضي الله عنه) ؟ علما انه قتل في ساحة المعركة وهو يقاتل قتال الابطال واستشهد الحسين (رضي الله عنه) بدون اي تعذيب. ان الباحث عن الحقائق يرى بعين البصيرة وبصيرة العين ان الفرس وراء التركيز على حادثة الاستشهاد التي رويت بهذه الطرق العاطفية ليجيروا الجماهير الشيعية لصالحهم وليوهموا كل الأجيال إن العرب هم اعداء حقيقيون لاهل البيت وليضربوا الصف الاسلامي من داخله والسبب الاخر على التركيز على هذه الحادثة في كل محرم انما هو عمليه اكمال حزنهم على سقوط دولتهم في محرم . بعد كل هذا القول ... ان الحسين (رضي الله عنه) من شباب اهل الجنة و الحسين (رضي الله عنه) قتل وهو يقاتل كالاسد فعلام الحزن ؟! . من هم الذين نهو الحسين (رضي الله عنه) عن الخروج -أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال مخاطبا الحسين (رضي الله عنه) يا ابا عبد الله اني لك ناصح واني عليك مشفق وانه بلغني انه قد كاتبك قوم من شيعتك بالكوفة فلا تخرج اليهم فاني سمعت اباك يقول عنهم : ( والله لقد مللتهم وابغضتهم وملوني وابغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بهم فاز بالسهم الاخيب والله ما لهم ثبات وعزم على الامر ولا صبر على شيء).
2-عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) كان ابن عمر في مكة فلما بلغه ان الحسين (رضي الله عنه) قد توجه الى العراق لحقه على مسيرة ثلاثة ايام فقال له اين تريد؟ فقال الحسين (رضي الله عنه) : الى العراق واخرج له الكتب التي يبايعوه فيها... فقال ابن عمر (لا تاتيهم )فابى الحسين (رضي الله عنه) الا ان يذهب فقال ابن عمر اني محدثك حديثا: ان جبريل اتي النبي (صلى الله عليه وسلم)فخيره بين الدنيا والاخره فاختار الاخرة ، ولم يرد الدنيا وانك بضعة منه والله لايليها احد منكم ابدا ماصرفها عنكم الا الذي هو خير لكم). 3-ابن عباس (رضي الله عنه): قال للحسين(رضي الله عنه) (لو يزدري بي الناس لثبت يدي براسك ومنعتك من الخروج). 4-عبد الله بن الزبير:قال للحسين (رضي الله عنه)( اتذهب الى قوم قتلوا اباك وطعنوا اخاك فلا تذهب). ومن غير الصحابة من اشار على الحسين بعدم الخروج ايضا ومنهم الشاعر الفرزدق اذ كان قدما من العراق فلقي الحسين(رضي الله عنه) وسأله الحسين (رضي الله عنه)عن اهل العراق فقال له : قلوبهم معك وسيوفهم مع بني اميه) . المعركة بمنظور إسلامي قال تعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما) لاحظ ايها البحث عن الحقيقة ان الله تعالى اطلق لفظ الايمان على الطائفتين فقال (طائفتان من المؤمنين) وقد اخبرنا الله تعالى إن المؤمنين إخوة فقال تعالى ( انما المؤمنون اخوة) فمن خلال هذه الايات نستطيع ان نرجع الذي حصل بين يزيد والحسين الى انهما طائفتان من المؤمنين حدث سوء فهم بينهما ولعب الفرس الدور الاعظم في ذلك فحدث الذي حدث. والدليل ان الجيشين كانا ينظران الى القتال الذي حدث بينهما بمنظور اسلامي و لايخرج عن قوله تعالى (طائفتان من المؤمنين) ليستا بخارجتين عن الاسلام ، قدم المعسكران الحسين لبصلي الظهر والعصر بالجيش على ارض المعركة وكلا الجيشين صلوا خلف الحسين بكل ما يحملون من روح الاسلام والاخوة الاسلامية. لذلك ايها المسلمون : يجب علينا ان نحذر من الغزو الفكري الشيعي الفارسي الذي يقول ان العرب هم الذين قتلوا الحسين (رضي الله عنه) لانهم يكرهونه. ولنترك ما صدر الينا من ايران باسم الاسلام من لطم ونياحة ولعن لبني امية ليل نهار والمقصود ببني امية هم اهل الستة والجماعة. شخصيات استشهدت مع الحسين لم تذكرها كتب الامامية استشهد مع الحسين الكثير من اهل بيته وكان منهم (1)أولاد علي الذين استشهدوا مع الحسين: وهم جعفر بن علي بن ابي طالب والحسين بن علي بن ابي طالب و ابوبكر بن علي بن ابي طالب والعباس بن علي بن ابي طالب ومحمد بن علي بن ابي طالب وعثمان بن علي بن ابي طالب. (2) اولاد الحسين الذين استشهدوا : وهم علي الأكبر بن الحسين و عبد الله بن الحسين. (3) اولاد الحسن الذين استشهدوا : وهم عبد الله بن الحسن و القاسم بن الحسن و ابو بكر بن الحسن. (4) من اولاد عقيل الذين استشهدوا : وهم جعفر بن عقيل و عبد الله بن عقيل وعبد الرحمن بن عقيل ومسلم بن عقيل وعبد الله بن مسلم (5) من أولاد عبد الله بن جعفر : وهم عون بن عبد الله و محمد بن عبد الله بن جعفر لاحظ عزيزي القارئ ان الذين استشهدوا مع الحسين كثير منهم ابو بكر .. وعمر ..وعثمان الرشيد
ستشهاد الحسين رضي الله عنه .. دراسة نقدية تحليلة أبو عبد الله الذهبي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :- إن يوم عاشوراء يمثل للرافضة يوم ليس كسائر الأيام .. إنه يوم مقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه .. لذا يتخذونه مأتماً يفعلون فيه كل أصناف البدع والمنكرات .. و كل أمور الجاهلية .. وبما أن الصورة الحقيقة لمقتل الحسين رضي الله عنه لم تتضح بعد لدى كثير ممن يسمع عنها .. تمثل معارضة الحسين بن علي ليزيد بن معاوية نقطة تحول خطيرة في تاريخ المسلمين ، و قد جرت هذه الحادثة من التبعات والانقسامات الشيء الكثير ، وكان خطر هذه الحادثة لا يقتصر على تأثيرها المباشر على المجتمع المسلم في ذلك الوقت فقط ، بل يتعداه إلى أبعد من ذلك حتى يومنا هذا ، حيث يمثل نقطة خطيرة لانحراف طائفة ترى محبته و موالاته فقط ، و تكفير الأمة بسببه ، و من ثم تتخذ من هذه الحادثة مادة لتأجيج المشاعر ضد أهل السنة بأجمعهم ، وكأنهم هم السبب الحقيقي لمأساته رضوان الله عليه . - أصل القصة لقد كان موقف الحسين من بيعة يزيد بن معاوية هو موقف المعارض ، و قد شاركه في هذه المعارضة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، غير أنهما لم يبديا أسباباً واضحة لممانعتهما بالبيعة أقصد بذلك : أنهما لم يتهما يزيد في سلوكه ، و لم يأتيا بأمور واضحة تطعن في تأهله للخلافة ، فيبقى السبب الرئيسي ، و هو إرادة الشورى ، في حين أن ابن عمر و ضح السبب ، و هو أن هذه الطريقة في أخذ البيعة لا تشابه طريقة بيعة الخلفاء الراشدين ، تاريخ أبي زرعة (1/229) و تاريخ خليفة ( ص 214) بإسناد صحيح . و بالفعل أرسل ابن عمر البيعة مباشرة عندما توفي معاوية رضي الله عنه . و إن تلك الممانعة الشديدة من قبل الحسين بن علي ، هي أنه أحق بالخلافة من غيره ، و كان يرى أن الخلافة صائرة إليه بعد وفاة معاوية ، و كان مؤدى هذا الشعور تلك المكانة التي يتبوأها الحسين في قلوب المسلمين ، ثم اطمئنانه بالقاعدة العريضة من المؤيدين له في الكوفة وغيرها ، فليس من الغريب أن يقف الحسين في وجه بيعة يزيد و يرفضها رفضاً شديداً و بكل قوة ، و لهذا قال الذهبي في السير (3/291) : و لما بايع معاوية ليزيد تألم الحسين . بعد أن توفي معاوية رضي الله عنه و بويع ليزيد بالخلافة في الشام ، كتب يزيد إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان أن يدعو الناس للبيعة و أن يبدأ بوجوه قريش . انظر : ابن سعد في الطبقات (5/359) بإسناد جمعي ، و تاريخ خليفة ( ص 232) بإسناد فيه محمد بن الزبير الحنظلي ، و هو متروك . استشار الوليد بن عتبة مروان بن الحكم فأشار عليه بأن يبعث في طلب الحسين وابن الزبير للبيعة ، فيروي خليفة في تاريخه ( ص 233) : أن ابن الزبير حضر عند الوليد و رفض البيعة واعتذر بأن وضعه الاجتماعي يحتم عليه مبايعته علانية أما الناس ، و طلب منه أن يكون ذلك من الغد في المسجد إن شاء الله . واستدعى الحسين بعد ذلك و يبدوا أن الوليد تحاشى أن يناقش معه موضوع البيعة ليزيد ، فغادر الحسين مجلس الوليد من ساعته ، فلما جنّ الليل خرج ابن الزبير والحسين متجهين إلى مكة كل منها على حدة . ورواية خليفة هي الأقرب في نظري إلى الحقيقة ، فإضافة إلى تسلسل الحدث فيها ، فإن الرواية نفسها عن جويرية بن أسماء و هو مدني . في طريق مكة التقى الحسين وابن الزبير بابن عمر و بعد الله بن عياش ، و هما منصرفين من العمرة قادمين إلى المدينة ، فقال لهما ابن عمر : - أذكركما الله إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس و تنظران فإن اجتمع الناس عليه لم تشذا ، و إن افترق عليه كان الذي تريدان . ابن سعد في الطبقات (5/360) والمزي في تهذيب الكمال (6/416) من طريق ابن سعد ، و الطبري (5/343) لكنه ذكر أن الذي لقيهما ابن عمر وابن عباس ، و لعله تحريف في اسم عياش ، والصحيح أن ابن عباس كان موجوداً بمكة حينذاك . فلما علمت شيعة الكوفة بموت معاوية و خروج الحسين إلى مكة و رفض البيعة ليزيد ، فاجتمع أمرهم على نصرته ، ثم كتبوا إليه ، و بعد توافد الكتب على الحسين و هو بمكة و جميعها تؤكد الرغبة في حضوره و مبايعته . نستطيع أن نقول : إن الحسين لم يفكر بالخروج إلى الكوفة إلا عندما جاءته الرسل من الكوفيين يدعونه بالخروج إليهم ، و أنهم يدعونه مرحبين به طائعين ، فأراد الحسين أن يتأكد من صحة هذه الأقوال ، فأرسل مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عمه لينظر في أمر أهل الكوفة و يقف على الحقائق بنفسه . انظر : تاريخ الطبري (5/354 ) و البلاذري في أنساب الأشارف (3/159) . ذهب مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، و وقف على ما يحدث هناك و كتب إلى الحسين يدعوه إلى الخروج إلى الكوفة وأن الأمر مهيأ لقدومه . و قد تتابعت النصائح من الصحابة و التابعين تنهى الحسين عن الخروج إلى الكوفة ، و من الذين نصحوا : محمد بن الحنفية أخوه - ، و ابن عباس ، وابن عمر وابن الزبير و أبو سعيد الخدري و جابر بن عبد الله ، و غيرهم الكثير ، ينهونه عن القدوم إلى الكوفة ، غير أن هذه النصائح الغالية الثمينة لم تؤثر في موقف الحسين حيال خروجه إلى الكوفة ، بل عقد العزم على الخروج ، فأرسل إلى المدينة و قدم عليه من خفّ من بني عبد المطلب ، و هم تسعة عشر رجلاً و نساء و صبياناً من اخوته و بناته و نسائه ، فتبعهم محمد بن الحنفية وأدرك الحسين قبل الخروج من مكة فحاول مرة أخرى أن يثني الحسين عن خروجه لكنه لم يستطع . انظر : ابن سعد في الطبقات (5/266-267) . و جاء ابن عباس و نصحه فأبى إلا الخروج إلى الكوفة ، فقال له ابن عباس : لولا أن يزري بي و بك ، لنشبت يدي في رأسك ، فقال أي الحسين - : لإن أقتل بمكان كذا و كذا أحب إلي من أستحل حرمتها ، يعني الكعبة ، فقال ابن عباس فيما بعد : و كان ذلك الذي سلى نفسي عنه . و كان ابن عباس من أشد الناس تعظيماً للحرم . انظر: مصنف ابن أبي شيبة (5/96-97) بإسناد صحيح ، و الطبراني في المعجم الكبير (9/193) و قال الهيثمي في المجمع (9/192) و رجاله رجال الصحيح ، و الذهبي في السير (2/292) و غيرهم الكثير . إن حقيقة الأمر في موقف ابن الزبير رضي الله عنه مثل باقي كبار الصحابة الذين نصحوا الحسين بعدم الخروج ، والحجة في ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد حسن قال : لقي عبد الله بن الزبير الحسين بن علي بمكة فقال : يا أبا عبد الله بلغني أنك تريد العراق ، قال : أجل ، فلا تفعل ، فإنهم قتلة أبيك ، الطاعنين بطن أخيك ، وإن أتيتهم قتلوك . المصنف (7/477) . و لما علم ابن عمر بخروج الحسين أدركه على بعد ثلاث مراحل من المدينة فقال للحسين أين وجهتك ؟ فقال : أريد العراق ، ثم أخرج إليه كتب القوم ، ثم قال : - هذه بيعتهم و كتبهم ، فناشده الله أن يرجع ، فأبى الحسين ، ثم قال ابن عمر : أحدثك بحديث ما حدثت به أحداً قبلك : إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم يخيره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ، و إنكم بضعة منه ، فوالله لا يليها أحد من أهل بيته ، ما صرفها الله عنكم إلا لما هو خير لكم ، فارجع أنت تعرف غدر أهل العراق و ما كان يلقى أبوك منهم ، فأبى ، فاعتنقه و قال : استودعتك من قتيل . ابن سعد في الطبقات (5/360) و ابن حبان (9/58) وكشف الأستار (3/232-233) بسند رجاله ثقات . و عند غيرهم . لكن هذه النصائح والتحذيرات لم تثن الحسين عن إرادته و عزمه على الخروج نحو الكوفة . و هنا يبرز سؤال ملح : و هو كيف يجمع عدد من الصحابة و كبراؤهم و كبار التابعين و أصحاب العقل منهم ، و من له قرابة بالحسين على رأي واحد و هو الخوف على الحسين من الخروج وأن النتيجة معروفة سلفاً ، و في المقابل كيف يصر الحسين على رأيه وترك نصائح الصحابة وكبار التابعين ؟
2-عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) كان ابن عمر في مكة فلما بلغه ان الحسين (رضي الله عنه) قد توجه الى العراق لحقه على مسيرة ثلاثة ايام فقال له اين تريد؟ فقال الحسين (رضي الله عنه) : الى العراق واخرج له الكتب التي يبايعوه فيها... فقال ابن عمر (لا تاتيهم )فابى الحسين (رضي الله عنه) الا ان يذهب فقال ابن عمر اني محدثك حديثا: ان جبريل اتي النبي (صلى الله عليه وسلم)فخيره بين الدنيا والاخره فاختار الاخرة ، ولم يرد الدنيا وانك بضعة منه والله لايليها احد منكم ابدا ماصرفها عنكم الا الذي هو خير لكم). 3-ابن عباس (رضي الله عنه): قال للحسين(رضي الله عنه) (لو يزدري بي الناس لثبت يدي براسك ومنعتك من الخروج). 4-عبد الله بن الزبير:قال للحسين (رضي الله عنه)( اتذهب الى قوم قتلوا اباك وطعنوا اخاك فلا تذهب). ومن غير الصحابة من اشار على الحسين بعدم الخروج ايضا ومنهم الشاعر الفرزدق اذ كان قدما من العراق فلقي الحسين(رضي الله عنه) وسأله الحسين (رضي الله عنه)عن اهل العراق فقال له : قلوبهم معك وسيوفهم مع بني اميه) . المعركة بمنظور إسلامي قال تعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما) لاحظ ايها البحث عن الحقيقة ان الله تعالى اطلق لفظ الايمان على الطائفتين فقال (طائفتان من المؤمنين) وقد اخبرنا الله تعالى إن المؤمنين إخوة فقال تعالى ( انما المؤمنون اخوة) فمن خلال هذه الايات نستطيع ان نرجع الذي حصل بين يزيد والحسين الى انهما طائفتان من المؤمنين حدث سوء فهم بينهما ولعب الفرس الدور الاعظم في ذلك فحدث الذي حدث. والدليل ان الجيشين كانا ينظران الى القتال الذي حدث بينهما بمنظور اسلامي و لايخرج عن قوله تعالى (طائفتان من المؤمنين) ليستا بخارجتين عن الاسلام ، قدم المعسكران الحسين لبصلي الظهر والعصر بالجيش على ارض المعركة وكلا الجيشين صلوا خلف الحسين بكل ما يحملون من روح الاسلام والاخوة الاسلامية. لذلك ايها المسلمون : يجب علينا ان نحذر من الغزو الفكري الشيعي الفارسي الذي يقول ان العرب هم الذين قتلوا الحسين (رضي الله عنه) لانهم يكرهونه. ولنترك ما صدر الينا من ايران باسم الاسلام من لطم ونياحة ولعن لبني امية ليل نهار والمقصود ببني امية هم اهل الستة والجماعة. شخصيات استشهدت مع الحسين لم تذكرها كتب الامامية استشهد مع الحسين الكثير من اهل بيته وكان منهم (1)أولاد علي الذين استشهدوا مع الحسين: وهم جعفر بن علي بن ابي طالب والحسين بن علي بن ابي طالب و ابوبكر بن علي بن ابي طالب والعباس بن علي بن ابي طالب ومحمد بن علي بن ابي طالب وعثمان بن علي بن ابي طالب. (2) اولاد الحسين الذين استشهدوا : وهم علي الأكبر بن الحسين و عبد الله بن الحسين. (3) اولاد الحسن الذين استشهدوا : وهم عبد الله بن الحسن و القاسم بن الحسن و ابو بكر بن الحسن. (4) من اولاد عقيل الذين استشهدوا : وهم جعفر بن عقيل و عبد الله بن عقيل وعبد الرحمن بن عقيل ومسلم بن عقيل وعبد الله بن مسلم (5) من أولاد عبد الله بن جعفر : وهم عون بن عبد الله و محمد بن عبد الله بن جعفر لاحظ عزيزي القارئ ان الذين استشهدوا مع الحسين كثير منهم ابو بكر .. وعمر ..وعثمان الرشيد
ستشهاد الحسين رضي الله عنه .. دراسة نقدية تحليلة أبو عبد الله الذهبي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :- إن يوم عاشوراء يمثل للرافضة يوم ليس كسائر الأيام .. إنه يوم مقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه .. لذا يتخذونه مأتماً يفعلون فيه كل أصناف البدع والمنكرات .. و كل أمور الجاهلية .. وبما أن الصورة الحقيقة لمقتل الحسين رضي الله عنه لم تتضح بعد لدى كثير ممن يسمع عنها .. تمثل معارضة الحسين بن علي ليزيد بن معاوية نقطة تحول خطيرة في تاريخ المسلمين ، و قد جرت هذه الحادثة من التبعات والانقسامات الشيء الكثير ، وكان خطر هذه الحادثة لا يقتصر على تأثيرها المباشر على المجتمع المسلم في ذلك الوقت فقط ، بل يتعداه إلى أبعد من ذلك حتى يومنا هذا ، حيث يمثل نقطة خطيرة لانحراف طائفة ترى محبته و موالاته فقط ، و تكفير الأمة بسببه ، و من ثم تتخذ من هذه الحادثة مادة لتأجيج المشاعر ضد أهل السنة بأجمعهم ، وكأنهم هم السبب الحقيقي لمأساته رضوان الله عليه . - أصل القصة لقد كان موقف الحسين من بيعة يزيد بن معاوية هو موقف المعارض ، و قد شاركه في هذه المعارضة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، غير أنهما لم يبديا أسباباً واضحة لممانعتهما بالبيعة أقصد بذلك : أنهما لم يتهما يزيد في سلوكه ، و لم يأتيا بأمور واضحة تطعن في تأهله للخلافة ، فيبقى السبب الرئيسي ، و هو إرادة الشورى ، في حين أن ابن عمر و ضح السبب ، و هو أن هذه الطريقة في أخذ البيعة لا تشابه طريقة بيعة الخلفاء الراشدين ، تاريخ أبي زرعة (1/229) و تاريخ خليفة ( ص 214) بإسناد صحيح . و بالفعل أرسل ابن عمر البيعة مباشرة عندما توفي معاوية رضي الله عنه . و إن تلك الممانعة الشديدة من قبل الحسين بن علي ، هي أنه أحق بالخلافة من غيره ، و كان يرى أن الخلافة صائرة إليه بعد وفاة معاوية ، و كان مؤدى هذا الشعور تلك المكانة التي يتبوأها الحسين في قلوب المسلمين ، ثم اطمئنانه بالقاعدة العريضة من المؤيدين له في الكوفة وغيرها ، فليس من الغريب أن يقف الحسين في وجه بيعة يزيد و يرفضها رفضاً شديداً و بكل قوة ، و لهذا قال الذهبي في السير (3/291) : و لما بايع معاوية ليزيد تألم الحسين . بعد أن توفي معاوية رضي الله عنه و بويع ليزيد بالخلافة في الشام ، كتب يزيد إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان أن يدعو الناس للبيعة و أن يبدأ بوجوه قريش . انظر : ابن سعد في الطبقات (5/359) بإسناد جمعي ، و تاريخ خليفة ( ص 232) بإسناد فيه محمد بن الزبير الحنظلي ، و هو متروك . استشار الوليد بن عتبة مروان بن الحكم فأشار عليه بأن يبعث في طلب الحسين وابن الزبير للبيعة ، فيروي خليفة في تاريخه ( ص 233) : أن ابن الزبير حضر عند الوليد و رفض البيعة واعتذر بأن وضعه الاجتماعي يحتم عليه مبايعته علانية أما الناس ، و طلب منه أن يكون ذلك من الغد في المسجد إن شاء الله . واستدعى الحسين بعد ذلك و يبدوا أن الوليد تحاشى أن يناقش معه موضوع البيعة ليزيد ، فغادر الحسين مجلس الوليد من ساعته ، فلما جنّ الليل خرج ابن الزبير والحسين متجهين إلى مكة كل منها على حدة . ورواية خليفة هي الأقرب في نظري إلى الحقيقة ، فإضافة إلى تسلسل الحدث فيها ، فإن الرواية نفسها عن جويرية بن أسماء و هو مدني . في طريق مكة التقى الحسين وابن الزبير بابن عمر و بعد الله بن عياش ، و هما منصرفين من العمرة قادمين إلى المدينة ، فقال لهما ابن عمر : - أذكركما الله إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس و تنظران فإن اجتمع الناس عليه لم تشذا ، و إن افترق عليه كان الذي تريدان . ابن سعد في الطبقات (5/360) والمزي في تهذيب الكمال (6/416) من طريق ابن سعد ، و الطبري (5/343) لكنه ذكر أن الذي لقيهما ابن عمر وابن عباس ، و لعله تحريف في اسم عياش ، والصحيح أن ابن عباس كان موجوداً بمكة حينذاك . فلما علمت شيعة الكوفة بموت معاوية و خروج الحسين إلى مكة و رفض البيعة ليزيد ، فاجتمع أمرهم على نصرته ، ثم كتبوا إليه ، و بعد توافد الكتب على الحسين و هو بمكة و جميعها تؤكد الرغبة في حضوره و مبايعته . نستطيع أن نقول : إن الحسين لم يفكر بالخروج إلى الكوفة إلا عندما جاءته الرسل من الكوفيين يدعونه بالخروج إليهم ، و أنهم يدعونه مرحبين به طائعين ، فأراد الحسين أن يتأكد من صحة هذه الأقوال ، فأرسل مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عمه لينظر في أمر أهل الكوفة و يقف على الحقائق بنفسه . انظر : تاريخ الطبري (5/354 ) و البلاذري في أنساب الأشارف (3/159) . ذهب مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، و وقف على ما يحدث هناك و كتب إلى الحسين يدعوه إلى الخروج إلى الكوفة وأن الأمر مهيأ لقدومه . و قد تتابعت النصائح من الصحابة و التابعين تنهى الحسين عن الخروج إلى الكوفة ، و من الذين نصحوا : محمد بن الحنفية أخوه - ، و ابن عباس ، وابن عمر وابن الزبير و أبو سعيد الخدري و جابر بن عبد الله ، و غيرهم الكثير ، ينهونه عن القدوم إلى الكوفة ، غير أن هذه النصائح الغالية الثمينة لم تؤثر في موقف الحسين حيال خروجه إلى الكوفة ، بل عقد العزم على الخروج ، فأرسل إلى المدينة و قدم عليه من خفّ من بني عبد المطلب ، و هم تسعة عشر رجلاً و نساء و صبياناً من اخوته و بناته و نسائه ، فتبعهم محمد بن الحنفية وأدرك الحسين قبل الخروج من مكة فحاول مرة أخرى أن يثني الحسين عن خروجه لكنه لم يستطع . انظر : ابن سعد في الطبقات (5/266-267) . و جاء ابن عباس و نصحه فأبى إلا الخروج إلى الكوفة ، فقال له ابن عباس : لولا أن يزري بي و بك ، لنشبت يدي في رأسك ، فقال أي الحسين - : لإن أقتل بمكان كذا و كذا أحب إلي من أستحل حرمتها ، يعني الكعبة ، فقال ابن عباس فيما بعد : و كان ذلك الذي سلى نفسي عنه . و كان ابن عباس من أشد الناس تعظيماً للحرم . انظر: مصنف ابن أبي شيبة (5/96-97) بإسناد صحيح ، و الطبراني في المعجم الكبير (9/193) و قال الهيثمي في المجمع (9/192) و رجاله رجال الصحيح ، و الذهبي في السير (2/292) و غيرهم الكثير . إن حقيقة الأمر في موقف ابن الزبير رضي الله عنه مثل باقي كبار الصحابة الذين نصحوا الحسين بعدم الخروج ، والحجة في ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد حسن قال : لقي عبد الله بن الزبير الحسين بن علي بمكة فقال : يا أبا عبد الله بلغني أنك تريد العراق ، قال : أجل ، فلا تفعل ، فإنهم قتلة أبيك ، الطاعنين بطن أخيك ، وإن أتيتهم قتلوك . المصنف (7/477) . و لما علم ابن عمر بخروج الحسين أدركه على بعد ثلاث مراحل من المدينة فقال للحسين أين وجهتك ؟ فقال : أريد العراق ، ثم أخرج إليه كتب القوم ، ثم قال : - هذه بيعتهم و كتبهم ، فناشده الله أن يرجع ، فأبى الحسين ، ثم قال ابن عمر : أحدثك بحديث ما حدثت به أحداً قبلك : إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم يخيره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ، و إنكم بضعة منه ، فوالله لا يليها أحد من أهل بيته ، ما صرفها الله عنكم إلا لما هو خير لكم ، فارجع أنت تعرف غدر أهل العراق و ما كان يلقى أبوك منهم ، فأبى ، فاعتنقه و قال : استودعتك من قتيل . ابن سعد في الطبقات (5/360) و ابن حبان (9/58) وكشف الأستار (3/232-233) بسند رجاله ثقات . و عند غيرهم . لكن هذه النصائح والتحذيرات لم تثن الحسين عن إرادته و عزمه على الخروج نحو الكوفة . و هنا يبرز سؤال ملح : و هو كيف يجمع عدد من الصحابة و كبراؤهم و كبار التابعين و أصحاب العقل منهم ، و من له قرابة بالحسين على رأي واحد و هو الخوف على الحسين من الخروج وأن النتيجة معروفة سلفاً ، و في المقابل كيف يصر الحسين على رأيه وترك نصائح الصحابة وكبار التابعين ؟