بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر ولا تعسر
حدثنا الشيخ الإمام العالم أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ أبو طاهر احمد بن محمد السلفي الأصبهاني قال أخبرنا شيخنا ابو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي ببغداد حدثكم الشيخ ابو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الحافظ في ربيع الأول سنة ست عشرة وأربعمائة قال الحمد لله الذي أظهر الحق وأوضحه وكشف عن سبيله وبينه وهدى من شاء من خلقه إلى طريقه وشرح به صدره وأنجاه من الضلالة حين أشفا عليها
فحفظه وعصمه من الفتنة في دينه فأنقذه من مهاوي الهلكة وأقامه على سنن الهدى وثبته وآتاه اليقين في اتباع رسوله وصحابته ووفقه وحرس قلبه من وساوس البدعة وأيده وأضل من أراد منهم وبعده وجعل على قلبه غشاوة وأهمله في غمرته ساهيا وفي ضلالته لاهيا ونزع من صدره الإيمان وابتز منه الإسلام وتيهه في أودية الحيرة وختم على سمعه وبصره ليبلغ الكتاب فيه أجله ويتحقق القول عليه بما سبق من علمه فيه من قبل خلقه له وتكوينه إياه ليعلم عباده أن إليه الدفع والمنع وبيده الضر والنفع من غير غرض له فيه ولا حاجة به غليه لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون إذ لم يطلع على غيبه أحدا ولا جعل السبيل إلى علمه في خلقه أبدا لا المحسن استحق الجزاء منه بوسيلة سبقت منه غليه ولا الكافر كان له جرم أو جريرة حين قضى وقدر النار عليه فمن أراد أن يجعله لاحدى المنزلتين ألهمه إياها وجعل موارده ومصادره نحوها ومتقلبه ومنقلبه ومتصرفاته فيها وكده وجهده ونصبه عليها ليتحقق وعده المحتوم وكتابه المختوم وغيبه المكتوم والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق من ربهم والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده الذي لا شريك له يحيي ويميت وينشيء ويقيت ويبدىء ويعيد شهادة مقر بعبوديته ومذعن بألوهيته ومتبريء عن الحول والقوة إلا به
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه إلى الخلق كافة وأمره أن يدعو
الناس عامة لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين
أوجب ما على المرء
أما بعد فإن أوجب ما على المرء معرفة اعتقاد الدين وما كلف الله به عباده من فهم توحيده وصفاته وتصديق رسله بالدلايل واليقين والتوصل إلى طرقها والاستدلال عليها بالحجج والبراهين
وكان من أعظم مقول وأوضح حجة ومعقول كتاب الله الحق المبين ثم قول رسول الله صلى الله عليه و سلم وصحابته الأخيار المتقين ثم ما أجمع عليه السلف الصالحون ثم التمسك بمجموعها والمقام عليها إلى يوم الدين ثم الاجتناب عن البدع والاستماع إليها مما أحدثها المضلون ما كان عليه السلف
فهذه الوصايا الموروثة المتبوعة والآثار المحفوظة المنقولة وطرايق الحق المسلوكة والدلايل اللايحة المشهورة والحجج الباهرة المنصورة التي عملت عليها
الصحابة والتابعون
ومن بعدهم من خاصة الناس وعامتهم من المسلمين واعتقدوها حجة فيما بينهم وبين الله رب العالمين
ثم من اقتدى بهم من ائمة المهتدين واقتفى آثارهم من المتبعين
واجتهد في سلوك سبيل المتقين وكان مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
نجاة المتبعين وهلاك المعرضين
فمن أخذ في مثل هذه المحجة وداوم بهذه الحجج على منهاج الشريعةأمن في دينه التبعة في العاجلة والآجلة وتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها واتقى بالجنة التي يتقي بمثلها ليتحصن بحمايتها ويستعجل بركتها ويحمد عاقبتها في المعاد والمآل إن شاء الله
ومن أعرض عنها وابتغى في غيرها مما يهواه أو يروم سواها مما تعداه أخطأ في اختيار بغيته وأغواه وسلكه سبيل الضلالة وأرداه في مهاوي الهلكة فيما يعترض على كتاب الله وسنة رسوله بضرب الأمثال ودفعهما بأنواع المحال والحيدة عنهما بالقيل القال مما لم ينزل الله به من سلطان ولا عرفه أهل التأويل واللسان ولا خطر على قلب عاقل بما يقتضيه من برهان ولا انشرح له صدر موحد عن فكر او عيان فقد استحوذ عليه الشيطان وأحاط به الخذلان وأغواه بعصيان الرحمن حتى كابر نفسه بالزور والبهتان
نتائج تحكيم العقل في امور الشريعة
فهو دايب الفكر في تدبير مملكة الله بعقله المغلوب وفهمه المقلوب بتقبيح القبيح من حيث وهمه أو بتحسين الحسن بظنه او بانتساب الظلم
والسفه من غير بصيرة إليه أو بتعديله تارة كما يخطر بباله أو بتجويره أخرى كما يوسوسه شيطانه أو بتعجيزه عن خلق أفعال عباده أو بأن يوجب حقوقا لعبيده عليه قد ألزمه إياه بحكمه لجهله بعظيم قدره وأنه تعالى لا تلزمه الحقوق بل له الحقوق اللازمة والفروض الواجبة على عبيده وأنه المتفضل عليهم بكرمه وأحسانه
ولو رد الأمور إليه ورأى تقديرها منه وجعل له المشيئة في ملكه وسلطانه ولم يجعل خالقا غيره معه وأذعن له كان قد سلم من الشرك والاعتراض عليه
فهو راكض ليله ونهاره في الرد على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم والطعن عليهما
أو مخاصما بالتأويلات البعيدة فيهما
أو مسلطا رأيه على ما لا يوافق مذهبه بالشبهات المخترعة الركيكة حتى يتفق الكتاب والسنة على مذهبه وهيهات أن يتفق
ولو أخذ سبيل المؤمنين وسلك مسلك المتبعين لبنى مذهبه عليهما واقتدى بهما
ولكنه مصدود عن الخير مصروف
فهذه حالته إذا نشط للمحاورة في الكتاب والسنة
فأما إذا رجع إلى أصله وما بنى بدعته عليه اعترض عليهما بالجحود والانكار وضرب بعضها ببعض من غير استبصار واستقبل أصلهما ببهت الجدل والنظر من غير افتكار وأخذ في الهزو والتعجب من غير اعتبار استهزاء بآيات الله وحكمته واجتراء على دين رسول الله صلى الله عليه و سلم وسنته وقابلها برأي النظام والعلاف والجبائي وابنه الذين هم قدلة دينه
جهل المعتزلة بالكتاب والسنة
قوم لم يتدينوا بمعرفة آية من كتاب الله في تلاوة أو دراية ولم يتفكروا في معنى آية ففسروها أو تأولوها على معنى اتباع من سلف من صالح علماء الأمة إلا على ما أحدثوا من آرائهم الحديثة ولا اغبرت
أقدامهم في طلب سنة أو عرفوا من شرايع الإسلام مسئلة
فيعد رأي هؤلاء حكمة وعلما وحججا وبراهين
ويعد كتاب الله وسنة رسوله حشوا وتقليدا و حملتها جهالا وبلها ذلك ظلما وعدوانا وتحكما وطغيانا
ثم تكفيره المسلمين بقول هؤلاء إذ لا حجة عندهم بتكفير الأمة إلا مخالفتهم قولهم من غير أن يتبين لهم خطأهم في كتاب أو سنة
وإنما وجه خطأهم عندهم إعراضهم عما نصبوا من آرائهم لنصرة جدلهم وترك اتباعهم لمقالتهم واستحسانهم لمذاهبهم
فهو كما قال الله عز و جل ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق
موقف المعتزلة من أهل السنة والجماعة
ثم ما قذفوا به المسلمين من التقليد والحشو
ولو كشف لهم عن حقيقة مذاهبهم كانت أصولهم المظلمة وآراءهم المحدثة وأقاويلهم المنكرة كانت بالتقليد أليق وبما انتحلوها من الحشو أخلق إذ لا إسناد له في تمذهبه إلى شرع سابق ولا استناد لما
يزعمه إلى قول سلف الأمة باتفاق مخالف أو موافق
إذ فخره على مخالفيه يحذقه واستخراج مذاهبه بعقله وفكره من الدقائق وأنه لم يسبقه إلى بدعته إلا منافق مارق أو معاند للشريعة مشاقق فليس بحقيق من هذه أصوله أن يعيب على من تقلد كتاب الله وسنة رسوله واقتدى بهما وأذعن لهما واستسلم لأحكامهما ولم يعترض عليهما بظن أو تخرص واستحالة أن يطعن عليه لأن بإجماع المسلمين أنه على طريق الحق أقوم وإلى سبل الرشاد أهدى وأعلم وبنور الاتباع اسعد ومن ظلمة الابتداع وتكلف الاختراع أبعد وأسلم من الذي لا يمكنه التمسك بكتاب الله إلا متأولا ولا الاعتصام بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا منكرا أو متعجبا ولا الانتساب إلى الصحابة والتابعين والسلف الصالحين إلا متمسخرا مستهزيا
لا شيء عنده إلا مضع الباطل والتكذب على الله ورسوله والصالحين من عباده
وإنما دينه الضجاج والنفاق والصياح واللقلاق قد نبذ قناع الحيا وراءه وأدرع سربال السفه فاجتابه وكشف بالخلاعة رأسه وتحمل أوزاره وأوزار من أضله بغير علم إلا ساء ما يزرون فهو كما قال الله تعالى وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون وليحملن اثقالهم واثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون
فهو في كيد الإسلام وصد أهله عن سبيله ونبز أهل الحق بالألقاب أنهم مجبرة ورمى أولي الفضل من أهل السنة بقلة بصيره والتشنيع عند الجهال بالباطل والتعدي على القوام بحقوق الله والذابين عن سنته ودينه فهم كلما أوقدوا نارا لحرب أوليائه أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين
فشل العقائد المبتدعة أمام عقيدة أهل السنة والجماعة
ثم أنه من حين حدثت هذه الآراء المختلفة في الإسلام وظهرت هذه البدع من قديم الأيام وفشت في خاصة الناس والعوام واشربت قلوبهم حبها حتى خاصموا فيها بزعمهم تدينا او تحرجا من الآثام لم تر دعوتهم انتشرت في عشرة من منابر الإسلام متوالية ولا أمكن أن تكون كلمتهم بين المسلمين عالية أو مقالتهم في الإسلام ظاهرة بل كانت داحضة وضيعة مهجورة وكلمة أهل السنة ظاهرة ومذاهبهم كالشمس نايرة ونصب الحق زاهرة وأعلامها بالنصر مشهورة وأعداؤها بالقمع مقهورة ينطق بمفاخرها على أعواد المنابر وتدون مناقبها في الكتب والدفاتر وتستفتح بها الخطب وتختم ويفصل بها بين الحق والباطل ويحكم وتعقد عليها المجالس وتبرم وتظهر على الكراسي وتدرس وتعلم ومقالة أهل البدع لم تظهر إلا بسلطان قاهر أو بشيطان معاند فاجر يضل الناس خفيا ببدعته أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه أو يستميل قلبه بماله ليضله عن سبيل الله حمية لبدعته وذبا عن ضلالته ليرد المسلمين على أعقابهم ويفنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعا وكرها ودخلوا في دينهما رغبة أو
قهرا حتى كملت الدعوة واستقرت الشريعة
بداية ظهور البدع
فلم تزل الكلمة مجتمعة والجماعة متوافرة على عهد الصحابة الأول ومن بعدهم من السلف الصالحين حتى نبغت نابغة بصوت غير معروف وكلام غير مألوف في أول إمارةالمروانية تنازع في القدر وتتكلم فيه حتى سئل عبد الله بن عمر فروى له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الخبر بإثبات القدر والإيمان به وحذر من خلافه وأن ابن عمر ممن تكلم بهذا أو اعتقده بريء منه وهم براء منه وكذلك عرض على ابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهما فقالا له مثل مقالته وسنذكر هذه الأقاويل باسانيدها وألفاظها في المواضع التي تقتضيه إن شاء الله
ما تعرضت له القدرية من العلماء والحكام
ثم انطمرت هذه المقالة وانجحر من أظهرها في جحره وصار من اعتقدها جليس منزلهوخبأ نفسه في السرداب كالميت في قبره خوفا من القتل والصلب والنكال والسلب من طلب الأئمة لهم لإقامة حدود الله عز و جل فيهم وقد أقاموا في كثير منهم ونذكر في مواضعه أساميهم وحث العلماء علىطلبهم وأمروا المسلمين بمجانبتهم ونهوهم عن مكالمتهم والاستماع إليهم والاختلاط بهم لسلامة أديانهم وشهروهم عندهم بنا انتحلوا من آرائهم الحديثة ومذاهبهم الخبيثة خوفا من مكرهم أن يضلوا مسلما عن دينه بشبهة وامتحان أو بريق قول من لسان وكانت حياتهم كوفاة ج وأحياؤهم عند الناس كالأموات المسملون منهم في راحة وأديانهم في سلامة وقلوبهم ساكنة وجوارحهم هادية وهذا حين كان الإسلام في نضارة وأمور المسلمين في زيادة
ظهور الاتجاه العقلي
فمضت على هذه القرون ماضون الأولون والآخرون حتى ضرب الدهر ضرباته وأبدى من نفسه حدثانه وظهر قوم أجلاف زعموا أنهم لمن قبلهم أخلاف وادعوا أنهم أكبر منهم في المحصول وفي حقائق المعقول وأهدى إلى التحقيق وأحسن نظرا منهم في التدقيق وأن المتقدمين تفادوا من النظر لعجزعم ورغبوا عن مكالمتهم لقلة فهمهم وأن
نصرة مذهبهم في الجدال معهم حتى أبدلو من الطيب خبيثا ومن القديم حديثا وعدلوا عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعثه الله عليه وأوجب عليه دعوة الخلق إليه وأمتن على عباده إتمام نعمته عليهم بالهداية إلى سبيله فقال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به فوعظ الله عز و جل عباده بكتابه وحثهم على اتباع سنة رسوله وقال في آية اخرى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالجدال والخصومة فرغبوا عنهما وعولوا على غيرهما وسلكوا بأنفسهم مسلك المضلين وخاضوا مع الخايضين ودخلوا في ميدان المتحيرين وابتدعوا من الأدلة ما هو خلاف الكتاب والسنة رغبة للغلبة وقهر المخالفين للمقالة ثم اتخذوها دينا واعتقادا بعدما كانت دلايل الخصومات والمعارضات وضللوا من لا يعتقد ذلك من المسلمين وتسموا بالسنة والجماعة ومن خالفهم وسموه بالجهل والغباوة فأجابهم إلىذلك من لم يكن له قدم في معرفة السنة ولم يسع في طلبها لما يلحقه فيها من المشقة وطلب لنفسه الدعة والراحة واقتصر على اسمه دون رسمه لاستعجال الرياسة ومحبة اشتهار الذكر عند العامة والتقلب بإمامة أهل السنة وجعل دأبه الاستخفاف بنقله الاخبار وتزهيد الناس أن يتدينوا بالآثار لجهله بطرقها وصعوبة المرام بمعرفة معانيها وقصور فهمه عن مواقع الشريعة منها ورسوم التدين بها حتى عفت رسوم الشرايع الشريفة ومعاني الإسلام القديمة وفتحت دواوين الأمثال والشبه
وطويت دلايل الكتاب والسنة وانقرض من كان يتدين بحججها للأخذ بالثقة والتمسك بهما للضنة ويصون سمعه عن هذه البدع المحدثة وصار كل من أراد صاحب مقالة وجد على ذلك الأصحاب والاتباع وتوهم أنه ذاق حلاوة السنة والجماعة بنفاق بدعته وكلا أنه كما ظنه أو خطر بباله إذ أهل السنة لا يرغبون عن طرايقهم من الاتباع ولو نشروا بالمناشير ولا يستوحشون لمخالفة أحد بزخرف قول من غرور أو بضرب أمثال زور
نتائج مناظرة المبتدعة
فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودردا ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا حتى كثرت بينهم المشاجرة وظهرت دعوتهم بالمناظرة وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا اقرانا وأخدانا وعلى المداهنة خلانا وإخوانا بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا وفي الهجرة في الله أعوانا يكفرونهم في وجوههم
عيانا ويلعنونهم جهارا وشتان ما بين المنزلتين وهيهات ما بين المقامين
نسأل الله أن يحفظنا من الفتنة في أدياننا وأن يمسكنا بالإسلام والسنة ويعصمنا بهما بفضله ورحمته
ما كان عليه السلف الصالح
فهلم الآن إلى تدين المتبعين وسيرة المتمسكين وسبيل المتقدمين بكتاب الله وسنته والمنادين بشرايعه وحكمته الذين قالوا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين وتنكبوا سبيل المكذبين بصفات الله وتوحيد رب العالمين فاتخذوا كتاب الله إماما وآياته فرقانا ونصبوا الحق بين أعينهم عيانا وسنن رسول الله صلى الله عليه و سلم جنة وسلاحا واتخذوا طرقها منهاجا وجعلوها برهانا فلقوا الحكمة ووقوا من شر الهوى والبدعة لامتثالهم أمر الله في اتباع الرسول وتركهم الجدال بالباطل ليدحضوا به الحق
الحث على الاتباع والاقتداء
يقول الله عز و جل فيما يحث على اتباع دينه والاعتصام بحبله والاقتداء برسوله صلى الله عليه و سلم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون وقال تبارك وتعال واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم وقال تعالى وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصكم به لعلكم تتقون وقال فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب وقال تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم وقال تعالى قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين
ثم أوجب الله طاعته وطاعة رسوله فقال يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون وقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله وقال تعالى وان تطيعوه تهتدوا وقال تعالى ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما وقال ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون وقال تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول قيل في تفسيرها إلى الكتاب والسنة ثم حذر من خلافه والاعتراض عليه فقال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله فقد
ضل ضلالا مبينا وقال فليحذر الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ز
وروى العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة دمعت منها الأعين ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله موعظة مودع فيما تعهد الينا فقال قد تركتكم على البيضاء ليلها ونهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعلكيم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الامور فإن كل محدثة ضلالة
وروى عبد الله بن مسعود قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطا ثم خط خطوطا يمينا وشمالا ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم يقرأ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوا ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
وعن ابن مسعود اتبعوا ولا تبتعدوا فقد كفيتم
اصحاب الحديث أولى الناس بالاتباع
فلم نجد في كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته إلا الحث على الاتباع وذم التكلف والاختراع فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين وكان اولاهم بهذا الاسم واحقهم بهذا الوسم واخصهم بهذا الرسم اصحاب الحديث لاختصاصهم برسول الله صلى الله عليه و سلم واتباعهم لقوله وطول ملازمتهم له وتحملهم علمه وحفظهم نفاسه وافعاله فاخذوا
الاسلام عنه مباشرة وشرايعه مشاهدة وأحكامه معاينة من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصلة فجاولوها عيانا وحفظوا عنه شفاها وتلقفوه من فيه رطبا وتلقنوه من لسانه عذبا واعتقدوا جميع ذلك حقا واخلصوا بذلك من قلوبهم يقينا فهذا دين أخذ أوله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مشافهة لم يشبه لبس ولا شبهة ثم نقلها العدول عن العدول من غير تحامل ولا ميل ثم الكافة عن الكافة والصافة عن الصافة والجماعة عن الجماعة أخذ كف بكف وتمسك خلف بسلف كالحروف يتلو بعضها بعضا ويتسق اخراها على أولاها رصفا ونظما
فضل اصحاب الحديث على الأمة
فهؤلاء الذين تعهدت بنقلهم الشريعة وانحفظت بهم اصول السنة فوجبت لهم بذلك المنة على جميع الأمة والدعوة لهم من الله بالمغفر فهم حملة علمه ونقله دينه وسفرته بينه وبين امته وأمناؤه في تبليغ الوحي عنه فحرى أن يكونوا أولى الناس به في حياته ووفاته
وكل طائفة من الأمم مرجعها إليهم في صحة حديثه وسقيمه ومعولها عليهم فيما يختلف فيه من أموره
انتساب أهل الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثم كل من اعتقد مذهبا فإلى صاحب مقالته التي احدثها بنتسب وإلى
رأيه يستند إلا اصحاب الحديث فإن صاحب مقالتهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فهم اليه ينتسبون وإلى علمه يستندون وبه يستدلون وإليه يفزعون وبرأيه يقتدون وبذلك يفتخرون وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون فمن يوازيهم في شرف الذكر ويباهيهم في ساحة الفخر وعلو الاسم
وجه تسميتهم بأهل الحديث
إذ اسمهم مأخود من معاني الكتاب والسنة يشتمل عليهما لتحققهم بهما أو لاختصاصهم بأخذهما فهم مترددون في انتسابهم إلى الحديث بين ما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال تعالى ذكره الله أنزل أحسن الحديث فهو القرآن فهم حملة القرآن وأهله وقراؤه وحفظته وبين أن ينتموا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فهم نقلته وحملته فلا شك أنهم يستحقون هذا الاسم لوجود المعنيين فيهم لمشاهدتنا إن اقتباس الناس الكتاب والسنة منهم واعتماد البرية في تصحيحهما عليهم لانا ما سمعنا عن القرون التي قبلنا ولا رأينا نحن في زماننا مبتدعا رأسا في اقراء القرآن وأخذ الناس عنه في زمن من الأزمان ولا ارتفعت لاحد منهم راية في رواية حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما خلت من الأيام ولا اقتدى بهم أحد في دين ولا شريعة من شرايع الاسلام والحمد لله الذي كمل لهذه الطايفة سهام الاسلام وشرفهم بجوامع هذه الأقسام وميزهم من جميع الانام حيث اعزهم الله بدينه ورفعهم بكتابه واعلى ذكرهم بسنته وهداهم إلى طريقته وطريقة رسوله فهي الطايفة المنصورة والفرقة الناجية والعصبة الهادية والجماعة العادلة المتمسكة بالسنة التي لا تريد برسول الله صلى الله عليه و سلم بديلا ولا عن قوله تبديلا ولا عن سنته تحويلا ولا يثنيهم عنها تقلب الأعصار والزمان ولا يلويهم عن سمتها تغير الحدثان ولا يصرفهم عن سمتها ابتداع من كاد الاسلام ليصد عن سبيل الله ويبغيها عوجا
ويصرف عن طرقها جدلا ولجاجا ظنا منه كاذبا وتخمينا باطلا انه يطفي نور الله والله متم نوره ولوكره الكافرون
مكانة أهل الحديث وصفاتهم
واغتاظ بهم الجاحدون فانهم السواد الاعظم والجمهور الاضخم فيهم العلم والحكم والعقل والحلم والخلافة والسيادة والملك والسياسةوهم اصحاب الجمعات والمشاهد والجماعات والمساجد والمناسك والأعياد والحج والجهاد وباذلي المعروف للصادر والوارد وحمات الثغور والقناطر الذين جاهدوا في الله حق جهاده واتبعوا رسوله على منهاجه الذين اذكارهم في الزهد مشهورة وانفاسهم على الأوقات محفوظة وآثارهم على الزمان متبوعة ومواعظهم للخلق زاجرة وإلى طرق الآخرة داعية فحياتهم للخلق منبهة ومسيرهم إلى مصيرهم لمن بعدهم عبرة وقبورهم مزارة ورسومهم على الدهر غير دارسة وعلى تطاول الأيام غير ناسية يعرف الله إلى القلوب محبتهم ويبعثهم على حفظ مودتهم يزارون في قبورهم كأنهم أحياء في بيوتهم لينشر الله لهم بعد موتهم الاعلام حتى لا تندرس اذكارهم على الأعوام ولا تبلى اساميهم على مر الأيام فرحمة الله عليهم ورضوانه وجمعنا وإياهم في دار السلام
حفظ عقيدة أهل الحديث
ثم إنه لم يزل في كل عصر من الاعصار امام من سلف او عالم من خلف قايم لله بحقه وناصح لدينه فيها يصرف همته إلى جمع اعتقاد أهل الحديث على سنن كتاب الله ورسوله وآثار صحابته ويجتهد في تصنيفه ويتعب نفسه في تهذيبه رغبة منه في احياء سنته وتجديد شريعته وتطرية ذكرهما على اسماع المتمسكين بهما من أهل ملته او لزجر غال في بدعته او مستغرق يدعو إلى ضلالته او مفتتن بجهالته لقلة بصيرته
بذل المؤلف جهده للتصنيف
فأفرغت في ذلك جهدي وأتعبت فيه نفسي رجاء ثواب الله واستنجاز موعوده في استبصار جاهل واستنقاذ ضال وتقويم عادل وهداية حائر وأسأل الله التوفيق فيما ارويه والاقالة من الخطأ فيما انحوه وأقصده
سبب التأليف
وقد كان تكررت مسألة أهل العلم اياي عودا وبدءا في شرح اعتقاد مذاهب أهل الحديث قدس الله ارواحهم وجعل ذكرنا لهم رحمة ومغفرة فاجبتهم إلى مسألتهم لما رأيت فيه من الفايدة الحاصلة والمنفعة السنية التامة وخاصة في هذه الازمنة التي تناسى علماؤها رسوم
مذاهب أهل السنة واشتغلوا عنها بما أحدثوا من العلوم الحديثة حتى ضاعت الأصول القديمة التي اسست عليها الشريعة وكان علماء السلف إليها يدعون وغلى طريقها يهدون وعليها يعولون فجددت هذه الطريقة لتعرف معانيها وحججها ولا يقتصر على سماع اسمها دون رسمها
منهج المؤلف وشرطه
فابتدأت بشرح هذا الكتاب بعد أن تصفحت عامة كتب الأئمة الماضيين رضي الله عنهم اجمعين وعرفت مذاهبهم وما سلكوا من الطرق في تصانيفهم ليعرفوا به المسلمين وما نقلوا من الحجج في هذه المسائل التي حدث الخلاف فيها بين أهل السنة وبين من انتسب إلى المسلمين ففصلت هذه المسائل وبينت في تراجمها أن تلك المسئلة متى حدث في الاسلام الاختلاف فيها ومن الذي أحدثها وتقولها ليعرف حدوثها وأنه لا أصل لتلك المقالة في الصدر الأول من الصحابة ثم استدل على صحة مذاهب أهل السنة بما ورد في كتاب الله تعالى فيها وبما روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن وجدت فيهما جميعا ذكرتهما وإن وجدت في احدهما دون الآخر ذكرته وإن لم أجد فيهما إلا عن الصحابة الذين أمر الله ورسوله أن يقتدى بهم ويهتدي بأقوالهم ويستضاء بأنوارهم لمشاهدتهم الوحي والتنزيل ومعرفتهم معاني التأويل احتججت بها فإن لم يكن فيها أثر عن صحابي فعن التابعين لهم باحسان الذين في قولهم الشفا والهدي والتدين بقولهم القربة إلى الله والزلفى فإذا رأيناهم قد أجمعوا على شيء عولنا عليه ومن انكروا قوله أو ردوا عليه بدعته او كفروه حكمنا به واعتقدناه
ولم يزل من لدن رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع
وكان في الاسلام من يؤخذ عنه هذه الطريقة قوم معدودون اذكر اساميهم في ابتداء هذا الكتاب لتعرف اساميهم ويكثر الترحم عليهم والدعاء لهم لما حفظوا علينا هذه الطريقة وارشدونا إلى سنن هذه الشريعة ولم آل جهدا في تصنيف هذا الكتاب ونظمه على سبيل السنة والجماعة ولم أسلك فيه طريق التعصب على أحد من الناس لأن من سلك طريق الأخيار فمن الميل بعيد لأن ما يتدين به شرع مقبول وأثر منقول أو حكاية عن امام مقبول وإنما الحيف يقع في كلام من تكلف الاختراع ونصر الابتداع وأما من سلك بنفسه مسلك الاتباع فالهوى والاحادة عنه بعيدة ومن العصبية سليم وعلى طريق الحق مستقيم
ونسأل الله دوام ما أنعم به علينا من اتباع السنة والجماعة واتمامها علينا في ديننا ودنيانا وآخرتنا بفضله ورحمته إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير
باب
سياق ذكر من رسم بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة
بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم امام الأئمة
فمن الصحابة
أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي والزبير
وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي بين كعب وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير وزيد بن
ثابت وأبو الدرداء وعبادة بن الصامت وأبو موسى الأشعري وعمران بن حصين وعمار بن ياسر وأبو هريرة وحذيفة بن اليمان وعقبة بن عامر الجهني وسلمان وجابر وأبو سعيد الخدري
وحذيفة بن أسيد الغفاري وأبو امامة صدى بن عجلان وجندب بن عبد الله وأبو مسعود عقبة بن عمرو وعميرين حبيب بن خماشة وأبو الطفيل عامر بن واثلة وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم أجمعين
ومن التابعين من أهل المدينة
سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن ابي
بكر وسالم بن عبد الله بن عمر وسليمان بن يسار ومحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين بن علي وابنه محمد بن علي بن حسين وعمر بن عبد العزيز وكعب بن ماتع الاحبار وزيد بن أسلم
ومن الطبقة الثانية
محمد بن مسلم الزهري وربيعة بن أبي عبد الرحمن وعبد الله بن يزيد بن هرمز وزيد بن علي بن الحسين وعبد الله بن حسن وجعفر بن محمد الصادق
ومن الطبقة الثالثة
ابو عبد الله مالك بن أنس الفقه وعبد العزيز بن ابي سلمة الماجشون
ومن بعدهم
ابنه عبد الملك بن عبد العزيز واسماعيل بن ابي اويس وأبو مصعب احمد بن ابي بكر الزهري
ومن عد علمه معهم
يحيى بن أبي كثير اليمامي
ومن أهل مكة او من يعد منهم
عطاء وطاوس ومجاهد وابن ابي مليكة
ومن بعدهم في الطبقة
عمرو بن دينار وعبد الله بن طاوس ثم ابن جريج ونافع بن عمر الجمحي وسفيان بن عيينة وفضيل بن عياض ومحمد بن مسلم الطائفي ويحيى بن سليم الطايفي ثم أبو عبد الله محمد بن ادريس الشافعي الفقه ثم عبد الله بن يزيد المقري وعبد الله بن الزبير
الحميدي رضي الله عنهم أجمعين
ومن اهل الشام والجزيرة أو من يعد فيهما من التابعين
عبد الله بن محيريز ورجاء بن حيوة وعبادة بن نسي وميمون بن مهران وعبد الكريم بن مالك الجزري
ثم من بعدهم
عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي ومحمد بن الوليد الزبيدي
وسعيد بن عبد العزيز التنوخي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الله بن شوذب
وأبو اسحاق ابراهيم بن محمد الفزاري
ثم من بعدهم
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي وهشام بن عمار الدمشقي ومحمد بن سليمان المصيصي المعروف بلوين
ومن أهل مصر
حيوة بن شريح والليث بن سعد وعبد الله بن
لهيعة
ومن بعدهم
عبد الله بن وهب وأشهب بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن القاسم وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي والربيع بن سليمان المرادي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري
ومن أهل الكوفة
علقمة بن قيس وعامر بن شراحيل الشعبي وأبو البختري سعيد بن فيروز وإبراهيم بن يزيد النخعي وطلحة بن مصرف وزبيد بن الحارث والحكم بن عتيبة ومالك بن مغول وأبو حيان يحيى ابن سعيد التيمي وعبد الملك أبجر وحمزة بن حبيب الزيات
المقري ثم محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله القاضي وزايده بن قدامة وأبو بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ووكيع بن الجراح وابو أسامة حماد بن
أسامة وجعفر بن عون ومحمد بن عبيد الطنافس وأبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان وأبو كريب محمد بن العلاء الهمذاني
ومن أهل البصرة
أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي مولى امرأة من بني رياح
والحسن بن أبي الحسن البصري ومحمد بن سيرين وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي
ومن بعدهم
أبو بكر ايوب ابن ابي تميمة السختياني ويونس بن عبي وعبد الله بن عون وسليمان التيمي وابو عمر بن العلاء ثم حماد بن
سلمة وحماد بن زيد ويحيى بن سعيد القطان ومعاذ بن معاذ ثم عبد الرحمن بن مهدي ووهب بن جرير و أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر المديني وعباس بن عبد العظيم العنبري ومحمد بن بشار وسهيل بن عبد الله التستري
ومن أهل واسط
هشيم بن بشير الواسطي وعمرو بن عون وشاذ بن يحيى ووهب بن بقية وأحمد بن سنان
ومن أهل بغداد
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وأبو زكريا يحيى بن معين وأبو عبيد القاسم بن سلام وأبو ثور ابراهيم خالد الكلي وأبو خيثمة زهير بن حرب والحسن بن الصباح
البراز وأحمد بن إبراهيم الدروقي ومحمد بن جرير الطبري وأحمد بن سلمان النجاد الفقيه وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقري
ومن أهل الموصل
المعافي بن عمران الموصلي
ومن أهل خراسان
أبو عبيد الرحمن عبد الله بن المبارك المرزوزي والفضل بن موسى السيناني والنضر بن محمد المروزي والنضر بن شميل
المازني ونعيم بن حماد المروزي وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد المعروف بابن راهويه المروزي وأحمد بن سيار المروزي ومحمد بن نصر المروزي ويحيى بن يحيى النيسابوري ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن أسلم الطوسي وحميد بن زنجويه النسوي وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخس وعبد الله بن عبد الرحمن
السمرقندي ومحمد بن اسماعيل البخاري ويعقوب بن سفيان الفسوي وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني نزيل البصرة وابو عبد الرحمن النسوي وابو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن عقيل البلخي
ومن اهل الري
إبراهيم بن موسى الفراء وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي وأبو عبيد الله محمد
بن مسلم بن واره وأبو مسعود أحمد بن الفرات نزيل اصبهان
ومن بعدهم
عبد الرحمن بن أبي حاتم
ومن أهل طبرستان
إسماعيل بن سعيد الشالنجي والحسين بن علي الطبري وأبو نعيم عبد الملك بن عدي الاستراباذي وعلي بن ابراهيم بن سلمة القطان القزويني
سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم
في ثواب من حفظ السنة ومن أحياها ودعا إليها
1 - أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح انبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز انبا علي بن الجعد انبا شعبة اناب عون بن أبي جحيفة قال سمعت المنذر بن جرير يحدث عن أبيه ح
2 - وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس انبا يحيى بن محمد بن صاعد انبا الحسين بن الحسن المروزي ثنا حجاج بن محمد ثنا شعبة عن عون بن أبيجحيفة عن منذر بن جرير عن أبيه ح
3 - وانبا محمد ثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول ثنا أبي ثنا شبابة ثنا شعبة
عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير عن أبيه قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال من سن في الإسلام سنة حسنة عمل بعده بها كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم ومن سن في الإسلام سنة سيئة عمل بها بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم أخرجه مسلم في الصحيح
4 - وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن ثنا يحيى بن محمد ثنا الحسين بن الحسن ثنا ابو معاوية ثنا الأعمش عن ح
5 - وأخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي انبا علي بن محمد بن هارون الحميري ثنا أبو كريب ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال من سن سنة حسنة كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجرهم شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء أخرجه مسلم
6 - أخبرنا القاسم بن جعفر حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو ثنا سليمان بن الأشعث ثنا يحيى بن أيوب ثنا إسماعيل بن جعفر انبا العلاء يعني ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا أخرجه مسلم وأبو داود
7 - أخبرنا عبدالله بن محمد المقري أخبرنا أحمد بن محمد بن علي بن الفضل الهاشمي السامري ثنا الحسن بن عرفة ثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحسن عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سن سنة حسنة هدى فاتبع عليها كان له اجره ومثل أجور من اتبعه غير منقوص من أجورهم شيء ومن سن سنة ضلالة فاتبع عليها كان عليه وزره ومثل اوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيء
8 - أخبرنا عيسى بن علي ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا كثير بن عبيد ومحمد بن المصفى الحمصي قالا ثنا بقية بن الوليد
الحمصي عن عاصم بن سعيد المزني عن معبد بن خالد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحيا سنتي فقد احبني ومن احبني كان معي في الجنة
9 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن أحمد انبا محمد بن جعفر المقري ثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع ثنا قبيصة بن عقبة ثنا اسرائيل عن هلال بن مقلاص الصيرفي عن أبي بشر عن أبي وائل عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أكل طيبا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه دخل الجنة فقال رجل يا رسول الله إن هذا اليوم في الناس لكثير قال وسيكون في قرون بعدي أخرجه ابن خزيمة
10 - أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكر ثنا الحسن بن عثمان انبا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن عثمان انبا عبد الله بن المبارك أنا الربيع بن أنس عن أبي داود
عن ابي بن كعب قال عليكم بالسبيل والسنة فإنه ما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله عز و جل فيعذبه
وما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكره يعني الرحمن في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله إلا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك إذ اصابتها ريح شديدة فتحات عنها ورقها إلا حط عنه خطاياه كما تحات عن تلك الشجرة ورقها
وأن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة فانظروا أن يكون عملكم إن كان اجتهادا أو اقتصادا أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم
11 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد العزيز انبا محمد بن أحمد الشرقي ثنا عمر بن أيوب بن إسماعيل ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي ثنا أبو إسحاق إسماعيل الأقرع قال سمعت الحسن ابن أبي جعفر يذكر عن أبي
الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال النظر إلى الرجل من أهل السنة يدعو إلى السنة وينهي عن البدعة عبادة
12 - أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل انبا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبيد بن يعيش ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق عن الحسن أو الحسين بن عبيد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني
فقيل وكيف
فقال والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب فيحملها الرجل إلي فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنة فترد عليه كما أخرجه ابن يزيد
13 - أخبرنا عيسى بن علي انبا عبد الله بن محمد البغوي ثنا داود بن عمرو ثنا أبو شهاب عن الأعمش عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود ح
14 - وثنا الأعمش عن مالك بن الحارث عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة
15 - أخبرنا محمد ب الحسين الفارسي انبا يعقوب بن عبد الرحمن الحصاص انبا إسماعيل بن ابي الحارث ثنا إسحاق بن عيسى ثنا محمد بن حسين عن يونس بن يزيد عن الزهري قال الاعتصام بالسنة نجاة
16 - أخبرنا أحمد بن عبيد انبا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن أبي خيثمة ثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو المليح قال كتب عمر بن عبد العزيز بإحياء السنة وإماتة البدعة
17 - وأخبرنا أحمد ثنا محمد ثنا أحمد بن زهير ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن عاصم قال قال أبو العالية تعلموا الإسلام فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء فحدثت الحسن فقال صدق ونصح قال فحدثت حفصة بنت سيرين فقالت يا باهلي أنت حدثت محمدا بهذا قلت لا قالت فحدثه إذا
18 - أخبرنا أحمد بن أبي طاهر الفقيه انبا عمر بن أحمد ثنا علي بن محمد بن احمد بن يزيد الرياحي ثنا أبي نا يحيى بن سليم ثنا أبو حيان البصري قال سمعت الحسن يقول لا يصح القول إلا بعمل ولا يصح قول وعمل إلا بنية ولا يصح قول وعمل ونية إلا بالسنة
19 - أخبرنا علي بن أحمد بن حفص أنبا عبد الله بن يحيى الطلحي ثنا الحضرمي ثنا العلاء بن عمرو ثنا يحيى بن هاني عن مبارك عن الحسن قال يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس
20 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه انبا عمر بن أحمد ثنا أبي ثنا أحمد بن الخليل ثنا أبو النضر ثنا شيخ من مذحج أنا وقاء بن اياس عن سعيد بن جبير قال لا يقبل قول إلا بعمل ولا يقبل عمل إلا بقول ولا يقبل قول وعمل إلا بنية ولا يقبل قول وعمل ونية إلا بنية موافقة للسنة
21 - أخبرنا عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبد الله بن القاسم قالا أخبرنا الحسين بن يحيى ثناء علي بن مسلم ثنا سعيد بن عامر ثنا
حزم عن يونس قال أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريبا وأغرب منه من يعرفها
22 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنبا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن زهير ثنا يحيى بن معين أنبا أبو أسامة عن مهدي قال قال يونس بن عبيد إن الذي يعرض عليه السنة لغريب وأغرب منه من يعرفها
23 - وأخبرنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن حمدوية ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ثنا عبد الله بن سابق قال قال يونس بن عبيد ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها من يعرفها
24 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنبا محمد بن الحسين أنبا أحمد بن زهير ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا وهيب بن خالد عن الجعد أبي عثمان قال قال الحسن أيوب سيد شبان أهل لابصرة
25 - أخبرنا أحمد أنبأ محمد ثنا المثنى بن معاذ العنبري ثنا أبي قال سمعت إبن عوف يقول لما مات محمد بن سيرين قلنا من ثم قلنا أيوب
26 - وأخبرنا أحمد أنبا محمد ثنا محمد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا ابو جعفر بن الطباع قال سمعت حماد بن زيد يقول كان أيوب عندي أفضل من جالسته وأشده أتباعا للسنة
27 - أخبرنا أحمد بن عبيد انبا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن زهير ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا سليمان بنالمغيرة قال كنت عند حميد بن هلال فلما قام من مجلسه تبعه أيوب ويونس بن عبيد في ناس فدخلوا عليه فرايت في وجهه المساءة قلت مالك قال كنت أحسب أن هذين يعني الشيخين الحسن وابن سيرين إن هلكا خلفاهما يعني أيوب ويونس قلت وانا لنأمل ذلك فيهما قال أما رايت اتباعهما إياي وكره فعلهما
28 - أخبرنا أحمد أنبا محمد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عمرو بن عاصم ثنا أبو سليمان رجل من بني نمير قال رأيت سالم بن عبد الله يسأل عن منازل البصريين هل قدم أيوب فلما رآه أيوب جمح إليه فعانقه قال وجعل يضمه إليه قال وإذا رجل خشن عليه ثياب خشنة فقلت من هذا فقالوا سالم بن عبد الله بن عمر
29 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنبا عبد الله بن محمد البغوي ثنا محمد بن زياد بن فروة البلدي ثنا أبو أسامة عن حماد
بن زيد قال أيوب إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي
30 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن إبراهيم الطبري ثنا عبد الله بن سعد البروجردي ثنا عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري ثنا إسماعيل إبن ابي خالد ثنا أيوب بن سويد عن عبد الله بن شوذب عن أيوب قال إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل لاسنة
31 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون ثنا جعفر بن محمد بن نصير ثنا أحمد بن مسروق ثنا محمد بن هارون أبو نشيط ثنا أبو عمير بن النحاس ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال إن من نعمة الله على الشاب إذا نسك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها
32 - أخبرنا عيسى بن علي أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا محمد بن منقذ ثنا سعيد بن شبيب قال سمعت يوسف بن أسباط يقول كان أبي قدريا وأخوالي روافض فأنقذني الله بسفيان
33 - أخبرني عبيد الله بن محمد بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن نعيم الخياط ثنا محمد بن يونس ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا عمارة بن زاذان قال قال لي أيوب يا عمارة إذا كان الرجل صاحب سنة وجماعة فلا تسأل عن أي حال كان فيه
34 - وأخبرنا أحمد بن عبيد أنبا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن زهير ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن سويد الحنفي قال سمعت حماد بن زيد قال كان أيوب يبلغه موت الفتا من أصحاب الحديث فيرى ذلك فيه ويبلغه موت الرجل يذكر بعباده فما يرى ذلك فيه
35 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص الهروي أنبا عبد الله بن عدي ثنا إبراهيم بن عبد الله المخرمي ثنا أظنه عبيد الله بن عمر القواريري قال
سمعت حماد بن زيد يقول حضرت أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب وهو يقول إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون
36 - أخبرنا علي بن أحمد المقري ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو العباس البرتي ثنا القعنبي قال سمعت حماد بن زيد قال قال ابن عون ثلاث أحبهن لنفسي ولأصحابي فذكروا قراءة القرآن والسنة والثالثة أقبل رجل على نفسه ولها من الناس إلا من خير
37 - أخبرنا علي بن عمر بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن محمد ثنا عباس الدوري ثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال كتب عبد الرحمن بن مهدي في وصيته التي أوصي بها أهله وولده أنظروا ما كان عليه أيوب ويونس وابن عون وأسألوا عن هدي ابن عون فإنكم ستجدون من يحدثكم عنه
38 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد ابن مسلم ثنا حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول إذا رأيت بصريا يحب حماد بن زيد فهو صاحب سنة
39 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر أنبا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لم أر أحدا قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد
40 - أخبرنا عبد الواحد بن محمد الفارسي ثنا محمد بن مخلد ثنا صالح بن أحمد حدثني علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي ح
41 - وأخبرنا أحمد بن عبيد أنبأ محمد بن الحسين ثنا أحمد بن زهير ثنا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ابن عون في البصريين إذا رأيت الرجل يحبه فاطمان إليه وفي الكوفيين مالك بن مغول وزايده بن قدامة إذا رأيت كوفيا يحبه فارج خيره ومن أهل الشام الأوزاعي وابو إسحاق الفزاري ومن أهل الحجاز مالك بن أنس
42 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنبا محمد بن الحسين أنبا أحمد بن زهير ثنا محمد بن عباد بن موسى ثنا الفلكي قال كان عمار بن زريق وسلمان بن قرم الضبي وجعفر بن زياد الأحمر وسفيان الثوري أربعتهم يطلبون الحديث وكانوا يتشيعون فخرج سفيان إلى البصرة فلقى أيوب وابن عون فترك التشيع
43 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر أنبأ عبد الرحمن ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن مسلم قال سمعت أبا زياد
رب يسر ولا تعسر
حدثنا الشيخ الإمام العالم أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ أبو طاهر احمد بن محمد السلفي الأصبهاني قال أخبرنا شيخنا ابو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي ببغداد حدثكم الشيخ ابو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الحافظ في ربيع الأول سنة ست عشرة وأربعمائة قال الحمد لله الذي أظهر الحق وأوضحه وكشف عن سبيله وبينه وهدى من شاء من خلقه إلى طريقه وشرح به صدره وأنجاه من الضلالة حين أشفا عليها
فحفظه وعصمه من الفتنة في دينه فأنقذه من مهاوي الهلكة وأقامه على سنن الهدى وثبته وآتاه اليقين في اتباع رسوله وصحابته ووفقه وحرس قلبه من وساوس البدعة وأيده وأضل من أراد منهم وبعده وجعل على قلبه غشاوة وأهمله في غمرته ساهيا وفي ضلالته لاهيا ونزع من صدره الإيمان وابتز منه الإسلام وتيهه في أودية الحيرة وختم على سمعه وبصره ليبلغ الكتاب فيه أجله ويتحقق القول عليه بما سبق من علمه فيه من قبل خلقه له وتكوينه إياه ليعلم عباده أن إليه الدفع والمنع وبيده الضر والنفع من غير غرض له فيه ولا حاجة به غليه لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون إذ لم يطلع على غيبه أحدا ولا جعل السبيل إلى علمه في خلقه أبدا لا المحسن استحق الجزاء منه بوسيلة سبقت منه غليه ولا الكافر كان له جرم أو جريرة حين قضى وقدر النار عليه فمن أراد أن يجعله لاحدى المنزلتين ألهمه إياها وجعل موارده ومصادره نحوها ومتقلبه ومنقلبه ومتصرفاته فيها وكده وجهده ونصبه عليها ليتحقق وعده المحتوم وكتابه المختوم وغيبه المكتوم والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق من ربهم والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده الذي لا شريك له يحيي ويميت وينشيء ويقيت ويبدىء ويعيد شهادة مقر بعبوديته ومذعن بألوهيته ومتبريء عن الحول والقوة إلا به
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه إلى الخلق كافة وأمره أن يدعو
الناس عامة لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين
أوجب ما على المرء
أما بعد فإن أوجب ما على المرء معرفة اعتقاد الدين وما كلف الله به عباده من فهم توحيده وصفاته وتصديق رسله بالدلايل واليقين والتوصل إلى طرقها والاستدلال عليها بالحجج والبراهين
وكان من أعظم مقول وأوضح حجة ومعقول كتاب الله الحق المبين ثم قول رسول الله صلى الله عليه و سلم وصحابته الأخيار المتقين ثم ما أجمع عليه السلف الصالحون ثم التمسك بمجموعها والمقام عليها إلى يوم الدين ثم الاجتناب عن البدع والاستماع إليها مما أحدثها المضلون ما كان عليه السلف
فهذه الوصايا الموروثة المتبوعة والآثار المحفوظة المنقولة وطرايق الحق المسلوكة والدلايل اللايحة المشهورة والحجج الباهرة المنصورة التي عملت عليها
الصحابة والتابعون
ومن بعدهم من خاصة الناس وعامتهم من المسلمين واعتقدوها حجة فيما بينهم وبين الله رب العالمين
ثم من اقتدى بهم من ائمة المهتدين واقتفى آثارهم من المتبعين
واجتهد في سلوك سبيل المتقين وكان مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
نجاة المتبعين وهلاك المعرضين
فمن أخذ في مثل هذه المحجة وداوم بهذه الحجج على منهاج الشريعةأمن في دينه التبعة في العاجلة والآجلة وتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها واتقى بالجنة التي يتقي بمثلها ليتحصن بحمايتها ويستعجل بركتها ويحمد عاقبتها في المعاد والمآل إن شاء الله
ومن أعرض عنها وابتغى في غيرها مما يهواه أو يروم سواها مما تعداه أخطأ في اختيار بغيته وأغواه وسلكه سبيل الضلالة وأرداه في مهاوي الهلكة فيما يعترض على كتاب الله وسنة رسوله بضرب الأمثال ودفعهما بأنواع المحال والحيدة عنهما بالقيل القال مما لم ينزل الله به من سلطان ولا عرفه أهل التأويل واللسان ولا خطر على قلب عاقل بما يقتضيه من برهان ولا انشرح له صدر موحد عن فكر او عيان فقد استحوذ عليه الشيطان وأحاط به الخذلان وأغواه بعصيان الرحمن حتى كابر نفسه بالزور والبهتان
نتائج تحكيم العقل في امور الشريعة
فهو دايب الفكر في تدبير مملكة الله بعقله المغلوب وفهمه المقلوب بتقبيح القبيح من حيث وهمه أو بتحسين الحسن بظنه او بانتساب الظلم
والسفه من غير بصيرة إليه أو بتعديله تارة كما يخطر بباله أو بتجويره أخرى كما يوسوسه شيطانه أو بتعجيزه عن خلق أفعال عباده أو بأن يوجب حقوقا لعبيده عليه قد ألزمه إياه بحكمه لجهله بعظيم قدره وأنه تعالى لا تلزمه الحقوق بل له الحقوق اللازمة والفروض الواجبة على عبيده وأنه المتفضل عليهم بكرمه وأحسانه
ولو رد الأمور إليه ورأى تقديرها منه وجعل له المشيئة في ملكه وسلطانه ولم يجعل خالقا غيره معه وأذعن له كان قد سلم من الشرك والاعتراض عليه
فهو راكض ليله ونهاره في الرد على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم والطعن عليهما
أو مخاصما بالتأويلات البعيدة فيهما
أو مسلطا رأيه على ما لا يوافق مذهبه بالشبهات المخترعة الركيكة حتى يتفق الكتاب والسنة على مذهبه وهيهات أن يتفق
ولو أخذ سبيل المؤمنين وسلك مسلك المتبعين لبنى مذهبه عليهما واقتدى بهما
ولكنه مصدود عن الخير مصروف
فهذه حالته إذا نشط للمحاورة في الكتاب والسنة
فأما إذا رجع إلى أصله وما بنى بدعته عليه اعترض عليهما بالجحود والانكار وضرب بعضها ببعض من غير استبصار واستقبل أصلهما ببهت الجدل والنظر من غير افتكار وأخذ في الهزو والتعجب من غير اعتبار استهزاء بآيات الله وحكمته واجتراء على دين رسول الله صلى الله عليه و سلم وسنته وقابلها برأي النظام والعلاف والجبائي وابنه الذين هم قدلة دينه
جهل المعتزلة بالكتاب والسنة
قوم لم يتدينوا بمعرفة آية من كتاب الله في تلاوة أو دراية ولم يتفكروا في معنى آية ففسروها أو تأولوها على معنى اتباع من سلف من صالح علماء الأمة إلا على ما أحدثوا من آرائهم الحديثة ولا اغبرت
أقدامهم في طلب سنة أو عرفوا من شرايع الإسلام مسئلة
فيعد رأي هؤلاء حكمة وعلما وحججا وبراهين
ويعد كتاب الله وسنة رسوله حشوا وتقليدا و حملتها جهالا وبلها ذلك ظلما وعدوانا وتحكما وطغيانا
ثم تكفيره المسلمين بقول هؤلاء إذ لا حجة عندهم بتكفير الأمة إلا مخالفتهم قولهم من غير أن يتبين لهم خطأهم في كتاب أو سنة
وإنما وجه خطأهم عندهم إعراضهم عما نصبوا من آرائهم لنصرة جدلهم وترك اتباعهم لمقالتهم واستحسانهم لمذاهبهم
فهو كما قال الله عز و جل ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق
موقف المعتزلة من أهل السنة والجماعة
ثم ما قذفوا به المسلمين من التقليد والحشو
ولو كشف لهم عن حقيقة مذاهبهم كانت أصولهم المظلمة وآراءهم المحدثة وأقاويلهم المنكرة كانت بالتقليد أليق وبما انتحلوها من الحشو أخلق إذ لا إسناد له في تمذهبه إلى شرع سابق ولا استناد لما
يزعمه إلى قول سلف الأمة باتفاق مخالف أو موافق
إذ فخره على مخالفيه يحذقه واستخراج مذاهبه بعقله وفكره من الدقائق وأنه لم يسبقه إلى بدعته إلا منافق مارق أو معاند للشريعة مشاقق فليس بحقيق من هذه أصوله أن يعيب على من تقلد كتاب الله وسنة رسوله واقتدى بهما وأذعن لهما واستسلم لأحكامهما ولم يعترض عليهما بظن أو تخرص واستحالة أن يطعن عليه لأن بإجماع المسلمين أنه على طريق الحق أقوم وإلى سبل الرشاد أهدى وأعلم وبنور الاتباع اسعد ومن ظلمة الابتداع وتكلف الاختراع أبعد وأسلم من الذي لا يمكنه التمسك بكتاب الله إلا متأولا ولا الاعتصام بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا منكرا أو متعجبا ولا الانتساب إلى الصحابة والتابعين والسلف الصالحين إلا متمسخرا مستهزيا
لا شيء عنده إلا مضع الباطل والتكذب على الله ورسوله والصالحين من عباده
وإنما دينه الضجاج والنفاق والصياح واللقلاق قد نبذ قناع الحيا وراءه وأدرع سربال السفه فاجتابه وكشف بالخلاعة رأسه وتحمل أوزاره وأوزار من أضله بغير علم إلا ساء ما يزرون فهو كما قال الله تعالى وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون وليحملن اثقالهم واثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون
فهو في كيد الإسلام وصد أهله عن سبيله ونبز أهل الحق بالألقاب أنهم مجبرة ورمى أولي الفضل من أهل السنة بقلة بصيره والتشنيع عند الجهال بالباطل والتعدي على القوام بحقوق الله والذابين عن سنته ودينه فهم كلما أوقدوا نارا لحرب أوليائه أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين
فشل العقائد المبتدعة أمام عقيدة أهل السنة والجماعة
ثم أنه من حين حدثت هذه الآراء المختلفة في الإسلام وظهرت هذه البدع من قديم الأيام وفشت في خاصة الناس والعوام واشربت قلوبهم حبها حتى خاصموا فيها بزعمهم تدينا او تحرجا من الآثام لم تر دعوتهم انتشرت في عشرة من منابر الإسلام متوالية ولا أمكن أن تكون كلمتهم بين المسلمين عالية أو مقالتهم في الإسلام ظاهرة بل كانت داحضة وضيعة مهجورة وكلمة أهل السنة ظاهرة ومذاهبهم كالشمس نايرة ونصب الحق زاهرة وأعلامها بالنصر مشهورة وأعداؤها بالقمع مقهورة ينطق بمفاخرها على أعواد المنابر وتدون مناقبها في الكتب والدفاتر وتستفتح بها الخطب وتختم ويفصل بها بين الحق والباطل ويحكم وتعقد عليها المجالس وتبرم وتظهر على الكراسي وتدرس وتعلم ومقالة أهل البدع لم تظهر إلا بسلطان قاهر أو بشيطان معاند فاجر يضل الناس خفيا ببدعته أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه أو يستميل قلبه بماله ليضله عن سبيل الله حمية لبدعته وذبا عن ضلالته ليرد المسلمين على أعقابهم ويفنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعا وكرها ودخلوا في دينهما رغبة أو
قهرا حتى كملت الدعوة واستقرت الشريعة
بداية ظهور البدع
فلم تزل الكلمة مجتمعة والجماعة متوافرة على عهد الصحابة الأول ومن بعدهم من السلف الصالحين حتى نبغت نابغة بصوت غير معروف وكلام غير مألوف في أول إمارةالمروانية تنازع في القدر وتتكلم فيه حتى سئل عبد الله بن عمر فروى له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الخبر بإثبات القدر والإيمان به وحذر من خلافه وأن ابن عمر ممن تكلم بهذا أو اعتقده بريء منه وهم براء منه وكذلك عرض على ابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهما فقالا له مثل مقالته وسنذكر هذه الأقاويل باسانيدها وألفاظها في المواضع التي تقتضيه إن شاء الله
ما تعرضت له القدرية من العلماء والحكام
ثم انطمرت هذه المقالة وانجحر من أظهرها في جحره وصار من اعتقدها جليس منزلهوخبأ نفسه في السرداب كالميت في قبره خوفا من القتل والصلب والنكال والسلب من طلب الأئمة لهم لإقامة حدود الله عز و جل فيهم وقد أقاموا في كثير منهم ونذكر في مواضعه أساميهم وحث العلماء علىطلبهم وأمروا المسلمين بمجانبتهم ونهوهم عن مكالمتهم والاستماع إليهم والاختلاط بهم لسلامة أديانهم وشهروهم عندهم بنا انتحلوا من آرائهم الحديثة ومذاهبهم الخبيثة خوفا من مكرهم أن يضلوا مسلما عن دينه بشبهة وامتحان أو بريق قول من لسان وكانت حياتهم كوفاة ج وأحياؤهم عند الناس كالأموات المسملون منهم في راحة وأديانهم في سلامة وقلوبهم ساكنة وجوارحهم هادية وهذا حين كان الإسلام في نضارة وأمور المسلمين في زيادة
ظهور الاتجاه العقلي
فمضت على هذه القرون ماضون الأولون والآخرون حتى ضرب الدهر ضرباته وأبدى من نفسه حدثانه وظهر قوم أجلاف زعموا أنهم لمن قبلهم أخلاف وادعوا أنهم أكبر منهم في المحصول وفي حقائق المعقول وأهدى إلى التحقيق وأحسن نظرا منهم في التدقيق وأن المتقدمين تفادوا من النظر لعجزعم ورغبوا عن مكالمتهم لقلة فهمهم وأن
نصرة مذهبهم في الجدال معهم حتى أبدلو من الطيب خبيثا ومن القديم حديثا وعدلوا عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعثه الله عليه وأوجب عليه دعوة الخلق إليه وأمتن على عباده إتمام نعمته عليهم بالهداية إلى سبيله فقال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به فوعظ الله عز و جل عباده بكتابه وحثهم على اتباع سنة رسوله وقال في آية اخرى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالجدال والخصومة فرغبوا عنهما وعولوا على غيرهما وسلكوا بأنفسهم مسلك المضلين وخاضوا مع الخايضين ودخلوا في ميدان المتحيرين وابتدعوا من الأدلة ما هو خلاف الكتاب والسنة رغبة للغلبة وقهر المخالفين للمقالة ثم اتخذوها دينا واعتقادا بعدما كانت دلايل الخصومات والمعارضات وضللوا من لا يعتقد ذلك من المسلمين وتسموا بالسنة والجماعة ومن خالفهم وسموه بالجهل والغباوة فأجابهم إلىذلك من لم يكن له قدم في معرفة السنة ولم يسع في طلبها لما يلحقه فيها من المشقة وطلب لنفسه الدعة والراحة واقتصر على اسمه دون رسمه لاستعجال الرياسة ومحبة اشتهار الذكر عند العامة والتقلب بإمامة أهل السنة وجعل دأبه الاستخفاف بنقله الاخبار وتزهيد الناس أن يتدينوا بالآثار لجهله بطرقها وصعوبة المرام بمعرفة معانيها وقصور فهمه عن مواقع الشريعة منها ورسوم التدين بها حتى عفت رسوم الشرايع الشريفة ومعاني الإسلام القديمة وفتحت دواوين الأمثال والشبه
وطويت دلايل الكتاب والسنة وانقرض من كان يتدين بحججها للأخذ بالثقة والتمسك بهما للضنة ويصون سمعه عن هذه البدع المحدثة وصار كل من أراد صاحب مقالة وجد على ذلك الأصحاب والاتباع وتوهم أنه ذاق حلاوة السنة والجماعة بنفاق بدعته وكلا أنه كما ظنه أو خطر بباله إذ أهل السنة لا يرغبون عن طرايقهم من الاتباع ولو نشروا بالمناشير ولا يستوحشون لمخالفة أحد بزخرف قول من غرور أو بضرب أمثال زور
نتائج مناظرة المبتدعة
فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودردا ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا حتى كثرت بينهم المشاجرة وظهرت دعوتهم بالمناظرة وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا اقرانا وأخدانا وعلى المداهنة خلانا وإخوانا بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا وفي الهجرة في الله أعوانا يكفرونهم في وجوههم
عيانا ويلعنونهم جهارا وشتان ما بين المنزلتين وهيهات ما بين المقامين
نسأل الله أن يحفظنا من الفتنة في أدياننا وأن يمسكنا بالإسلام والسنة ويعصمنا بهما بفضله ورحمته
ما كان عليه السلف الصالح
فهلم الآن إلى تدين المتبعين وسيرة المتمسكين وسبيل المتقدمين بكتاب الله وسنته والمنادين بشرايعه وحكمته الذين قالوا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين وتنكبوا سبيل المكذبين بصفات الله وتوحيد رب العالمين فاتخذوا كتاب الله إماما وآياته فرقانا ونصبوا الحق بين أعينهم عيانا وسنن رسول الله صلى الله عليه و سلم جنة وسلاحا واتخذوا طرقها منهاجا وجعلوها برهانا فلقوا الحكمة ووقوا من شر الهوى والبدعة لامتثالهم أمر الله في اتباع الرسول وتركهم الجدال بالباطل ليدحضوا به الحق
الحث على الاتباع والاقتداء
يقول الله عز و جل فيما يحث على اتباع دينه والاعتصام بحبله والاقتداء برسوله صلى الله عليه و سلم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون وقال تبارك وتعال واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم وقال تعالى وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصكم به لعلكم تتقون وقال فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب وقال تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم وقال تعالى قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين
ثم أوجب الله طاعته وطاعة رسوله فقال يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون وقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله وقال تعالى وان تطيعوه تهتدوا وقال تعالى ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما وقال ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون وقال تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول قيل في تفسيرها إلى الكتاب والسنة ثم حذر من خلافه والاعتراض عليه فقال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله فقد
ضل ضلالا مبينا وقال فليحذر الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ز
وروى العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة دمعت منها الأعين ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله موعظة مودع فيما تعهد الينا فقال قد تركتكم على البيضاء ليلها ونهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعلكيم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الامور فإن كل محدثة ضلالة
وروى عبد الله بن مسعود قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطا ثم خط خطوطا يمينا وشمالا ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم يقرأ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوا ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
وعن ابن مسعود اتبعوا ولا تبتعدوا فقد كفيتم
اصحاب الحديث أولى الناس بالاتباع
فلم نجد في كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته إلا الحث على الاتباع وذم التكلف والاختراع فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين وكان اولاهم بهذا الاسم واحقهم بهذا الوسم واخصهم بهذا الرسم اصحاب الحديث لاختصاصهم برسول الله صلى الله عليه و سلم واتباعهم لقوله وطول ملازمتهم له وتحملهم علمه وحفظهم نفاسه وافعاله فاخذوا
الاسلام عنه مباشرة وشرايعه مشاهدة وأحكامه معاينة من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصلة فجاولوها عيانا وحفظوا عنه شفاها وتلقفوه من فيه رطبا وتلقنوه من لسانه عذبا واعتقدوا جميع ذلك حقا واخلصوا بذلك من قلوبهم يقينا فهذا دين أخذ أوله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مشافهة لم يشبه لبس ولا شبهة ثم نقلها العدول عن العدول من غير تحامل ولا ميل ثم الكافة عن الكافة والصافة عن الصافة والجماعة عن الجماعة أخذ كف بكف وتمسك خلف بسلف كالحروف يتلو بعضها بعضا ويتسق اخراها على أولاها رصفا ونظما
فضل اصحاب الحديث على الأمة
فهؤلاء الذين تعهدت بنقلهم الشريعة وانحفظت بهم اصول السنة فوجبت لهم بذلك المنة على جميع الأمة والدعوة لهم من الله بالمغفر فهم حملة علمه ونقله دينه وسفرته بينه وبين امته وأمناؤه في تبليغ الوحي عنه فحرى أن يكونوا أولى الناس به في حياته ووفاته
وكل طائفة من الأمم مرجعها إليهم في صحة حديثه وسقيمه ومعولها عليهم فيما يختلف فيه من أموره
انتساب أهل الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثم كل من اعتقد مذهبا فإلى صاحب مقالته التي احدثها بنتسب وإلى
رأيه يستند إلا اصحاب الحديث فإن صاحب مقالتهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فهم اليه ينتسبون وإلى علمه يستندون وبه يستدلون وإليه يفزعون وبرأيه يقتدون وبذلك يفتخرون وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون فمن يوازيهم في شرف الذكر ويباهيهم في ساحة الفخر وعلو الاسم
وجه تسميتهم بأهل الحديث
إذ اسمهم مأخود من معاني الكتاب والسنة يشتمل عليهما لتحققهم بهما أو لاختصاصهم بأخذهما فهم مترددون في انتسابهم إلى الحديث بين ما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال تعالى ذكره الله أنزل أحسن الحديث فهو القرآن فهم حملة القرآن وأهله وقراؤه وحفظته وبين أن ينتموا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فهم نقلته وحملته فلا شك أنهم يستحقون هذا الاسم لوجود المعنيين فيهم لمشاهدتنا إن اقتباس الناس الكتاب والسنة منهم واعتماد البرية في تصحيحهما عليهم لانا ما سمعنا عن القرون التي قبلنا ولا رأينا نحن في زماننا مبتدعا رأسا في اقراء القرآن وأخذ الناس عنه في زمن من الأزمان ولا ارتفعت لاحد منهم راية في رواية حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما خلت من الأيام ولا اقتدى بهم أحد في دين ولا شريعة من شرايع الاسلام والحمد لله الذي كمل لهذه الطايفة سهام الاسلام وشرفهم بجوامع هذه الأقسام وميزهم من جميع الانام حيث اعزهم الله بدينه ورفعهم بكتابه واعلى ذكرهم بسنته وهداهم إلى طريقته وطريقة رسوله فهي الطايفة المنصورة والفرقة الناجية والعصبة الهادية والجماعة العادلة المتمسكة بالسنة التي لا تريد برسول الله صلى الله عليه و سلم بديلا ولا عن قوله تبديلا ولا عن سنته تحويلا ولا يثنيهم عنها تقلب الأعصار والزمان ولا يلويهم عن سمتها تغير الحدثان ولا يصرفهم عن سمتها ابتداع من كاد الاسلام ليصد عن سبيل الله ويبغيها عوجا
ويصرف عن طرقها جدلا ولجاجا ظنا منه كاذبا وتخمينا باطلا انه يطفي نور الله والله متم نوره ولوكره الكافرون
مكانة أهل الحديث وصفاتهم
واغتاظ بهم الجاحدون فانهم السواد الاعظم والجمهور الاضخم فيهم العلم والحكم والعقل والحلم والخلافة والسيادة والملك والسياسةوهم اصحاب الجمعات والمشاهد والجماعات والمساجد والمناسك والأعياد والحج والجهاد وباذلي المعروف للصادر والوارد وحمات الثغور والقناطر الذين جاهدوا في الله حق جهاده واتبعوا رسوله على منهاجه الذين اذكارهم في الزهد مشهورة وانفاسهم على الأوقات محفوظة وآثارهم على الزمان متبوعة ومواعظهم للخلق زاجرة وإلى طرق الآخرة داعية فحياتهم للخلق منبهة ومسيرهم إلى مصيرهم لمن بعدهم عبرة وقبورهم مزارة ورسومهم على الدهر غير دارسة وعلى تطاول الأيام غير ناسية يعرف الله إلى القلوب محبتهم ويبعثهم على حفظ مودتهم يزارون في قبورهم كأنهم أحياء في بيوتهم لينشر الله لهم بعد موتهم الاعلام حتى لا تندرس اذكارهم على الأعوام ولا تبلى اساميهم على مر الأيام فرحمة الله عليهم ورضوانه وجمعنا وإياهم في دار السلام
حفظ عقيدة أهل الحديث
ثم إنه لم يزل في كل عصر من الاعصار امام من سلف او عالم من خلف قايم لله بحقه وناصح لدينه فيها يصرف همته إلى جمع اعتقاد أهل الحديث على سنن كتاب الله ورسوله وآثار صحابته ويجتهد في تصنيفه ويتعب نفسه في تهذيبه رغبة منه في احياء سنته وتجديد شريعته وتطرية ذكرهما على اسماع المتمسكين بهما من أهل ملته او لزجر غال في بدعته او مستغرق يدعو إلى ضلالته او مفتتن بجهالته لقلة بصيرته
بذل المؤلف جهده للتصنيف
فأفرغت في ذلك جهدي وأتعبت فيه نفسي رجاء ثواب الله واستنجاز موعوده في استبصار جاهل واستنقاذ ضال وتقويم عادل وهداية حائر وأسأل الله التوفيق فيما ارويه والاقالة من الخطأ فيما انحوه وأقصده
سبب التأليف
وقد كان تكررت مسألة أهل العلم اياي عودا وبدءا في شرح اعتقاد مذاهب أهل الحديث قدس الله ارواحهم وجعل ذكرنا لهم رحمة ومغفرة فاجبتهم إلى مسألتهم لما رأيت فيه من الفايدة الحاصلة والمنفعة السنية التامة وخاصة في هذه الازمنة التي تناسى علماؤها رسوم
مذاهب أهل السنة واشتغلوا عنها بما أحدثوا من العلوم الحديثة حتى ضاعت الأصول القديمة التي اسست عليها الشريعة وكان علماء السلف إليها يدعون وغلى طريقها يهدون وعليها يعولون فجددت هذه الطريقة لتعرف معانيها وحججها ولا يقتصر على سماع اسمها دون رسمها
منهج المؤلف وشرطه
فابتدأت بشرح هذا الكتاب بعد أن تصفحت عامة كتب الأئمة الماضيين رضي الله عنهم اجمعين وعرفت مذاهبهم وما سلكوا من الطرق في تصانيفهم ليعرفوا به المسلمين وما نقلوا من الحجج في هذه المسائل التي حدث الخلاف فيها بين أهل السنة وبين من انتسب إلى المسلمين ففصلت هذه المسائل وبينت في تراجمها أن تلك المسئلة متى حدث في الاسلام الاختلاف فيها ومن الذي أحدثها وتقولها ليعرف حدوثها وأنه لا أصل لتلك المقالة في الصدر الأول من الصحابة ثم استدل على صحة مذاهب أهل السنة بما ورد في كتاب الله تعالى فيها وبما روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن وجدت فيهما جميعا ذكرتهما وإن وجدت في احدهما دون الآخر ذكرته وإن لم أجد فيهما إلا عن الصحابة الذين أمر الله ورسوله أن يقتدى بهم ويهتدي بأقوالهم ويستضاء بأنوارهم لمشاهدتهم الوحي والتنزيل ومعرفتهم معاني التأويل احتججت بها فإن لم يكن فيها أثر عن صحابي فعن التابعين لهم باحسان الذين في قولهم الشفا والهدي والتدين بقولهم القربة إلى الله والزلفى فإذا رأيناهم قد أجمعوا على شيء عولنا عليه ومن انكروا قوله أو ردوا عليه بدعته او كفروه حكمنا به واعتقدناه
ولم يزل من لدن رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع
وكان في الاسلام من يؤخذ عنه هذه الطريقة قوم معدودون اذكر اساميهم في ابتداء هذا الكتاب لتعرف اساميهم ويكثر الترحم عليهم والدعاء لهم لما حفظوا علينا هذه الطريقة وارشدونا إلى سنن هذه الشريعة ولم آل جهدا في تصنيف هذا الكتاب ونظمه على سبيل السنة والجماعة ولم أسلك فيه طريق التعصب على أحد من الناس لأن من سلك طريق الأخيار فمن الميل بعيد لأن ما يتدين به شرع مقبول وأثر منقول أو حكاية عن امام مقبول وإنما الحيف يقع في كلام من تكلف الاختراع ونصر الابتداع وأما من سلك بنفسه مسلك الاتباع فالهوى والاحادة عنه بعيدة ومن العصبية سليم وعلى طريق الحق مستقيم
ونسأل الله دوام ما أنعم به علينا من اتباع السنة والجماعة واتمامها علينا في ديننا ودنيانا وآخرتنا بفضله ورحمته إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير
باب
سياق ذكر من رسم بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة
بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم امام الأئمة
فمن الصحابة
أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي والزبير
وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي بين كعب وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير وزيد بن
ثابت وأبو الدرداء وعبادة بن الصامت وأبو موسى الأشعري وعمران بن حصين وعمار بن ياسر وأبو هريرة وحذيفة بن اليمان وعقبة بن عامر الجهني وسلمان وجابر وأبو سعيد الخدري
وحذيفة بن أسيد الغفاري وأبو امامة صدى بن عجلان وجندب بن عبد الله وأبو مسعود عقبة بن عمرو وعميرين حبيب بن خماشة وأبو الطفيل عامر بن واثلة وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم أجمعين
ومن التابعين من أهل المدينة
سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن ابي
بكر وسالم بن عبد الله بن عمر وسليمان بن يسار ومحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين بن علي وابنه محمد بن علي بن حسين وعمر بن عبد العزيز وكعب بن ماتع الاحبار وزيد بن أسلم
ومن الطبقة الثانية
محمد بن مسلم الزهري وربيعة بن أبي عبد الرحمن وعبد الله بن يزيد بن هرمز وزيد بن علي بن الحسين وعبد الله بن حسن وجعفر بن محمد الصادق
ومن الطبقة الثالثة
ابو عبد الله مالك بن أنس الفقه وعبد العزيز بن ابي سلمة الماجشون
ومن بعدهم
ابنه عبد الملك بن عبد العزيز واسماعيل بن ابي اويس وأبو مصعب احمد بن ابي بكر الزهري
ومن عد علمه معهم
يحيى بن أبي كثير اليمامي
ومن أهل مكة او من يعد منهم
عطاء وطاوس ومجاهد وابن ابي مليكة
ومن بعدهم في الطبقة
عمرو بن دينار وعبد الله بن طاوس ثم ابن جريج ونافع بن عمر الجمحي وسفيان بن عيينة وفضيل بن عياض ومحمد بن مسلم الطائفي ويحيى بن سليم الطايفي ثم أبو عبد الله محمد بن ادريس الشافعي الفقه ثم عبد الله بن يزيد المقري وعبد الله بن الزبير
الحميدي رضي الله عنهم أجمعين
ومن اهل الشام والجزيرة أو من يعد فيهما من التابعين
عبد الله بن محيريز ورجاء بن حيوة وعبادة بن نسي وميمون بن مهران وعبد الكريم بن مالك الجزري
ثم من بعدهم
عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي ومحمد بن الوليد الزبيدي
وسعيد بن عبد العزيز التنوخي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الله بن شوذب
وأبو اسحاق ابراهيم بن محمد الفزاري
ثم من بعدهم
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي وهشام بن عمار الدمشقي ومحمد بن سليمان المصيصي المعروف بلوين
ومن أهل مصر
حيوة بن شريح والليث بن سعد وعبد الله بن
لهيعة
ومن بعدهم
عبد الله بن وهب وأشهب بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن القاسم وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي والربيع بن سليمان المرادي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري
ومن أهل الكوفة
علقمة بن قيس وعامر بن شراحيل الشعبي وأبو البختري سعيد بن فيروز وإبراهيم بن يزيد النخعي وطلحة بن مصرف وزبيد بن الحارث والحكم بن عتيبة ومالك بن مغول وأبو حيان يحيى ابن سعيد التيمي وعبد الملك أبجر وحمزة بن حبيب الزيات
المقري ثم محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله القاضي وزايده بن قدامة وأبو بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ووكيع بن الجراح وابو أسامة حماد بن
أسامة وجعفر بن عون ومحمد بن عبيد الطنافس وأبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان وأبو كريب محمد بن العلاء الهمذاني
ومن أهل البصرة
أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي مولى امرأة من بني رياح
والحسن بن أبي الحسن البصري ومحمد بن سيرين وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي
ومن بعدهم
أبو بكر ايوب ابن ابي تميمة السختياني ويونس بن عبي وعبد الله بن عون وسليمان التيمي وابو عمر بن العلاء ثم حماد بن
سلمة وحماد بن زيد ويحيى بن سعيد القطان ومعاذ بن معاذ ثم عبد الرحمن بن مهدي ووهب بن جرير و أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر المديني وعباس بن عبد العظيم العنبري ومحمد بن بشار وسهيل بن عبد الله التستري
ومن أهل واسط
هشيم بن بشير الواسطي وعمرو بن عون وشاذ بن يحيى ووهب بن بقية وأحمد بن سنان
ومن أهل بغداد
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وأبو زكريا يحيى بن معين وأبو عبيد القاسم بن سلام وأبو ثور ابراهيم خالد الكلي وأبو خيثمة زهير بن حرب والحسن بن الصباح
البراز وأحمد بن إبراهيم الدروقي ومحمد بن جرير الطبري وأحمد بن سلمان النجاد الفقيه وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقري
ومن أهل الموصل
المعافي بن عمران الموصلي
ومن أهل خراسان
أبو عبيد الرحمن عبد الله بن المبارك المرزوزي والفضل بن موسى السيناني والنضر بن محمد المروزي والنضر بن شميل
المازني ونعيم بن حماد المروزي وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد المعروف بابن راهويه المروزي وأحمد بن سيار المروزي ومحمد بن نصر المروزي ويحيى بن يحيى النيسابوري ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن أسلم الطوسي وحميد بن زنجويه النسوي وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخس وعبد الله بن عبد الرحمن
السمرقندي ومحمد بن اسماعيل البخاري ويعقوب بن سفيان الفسوي وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني نزيل البصرة وابو عبد الرحمن النسوي وابو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن عقيل البلخي
ومن اهل الري
إبراهيم بن موسى الفراء وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي وأبو عبيد الله محمد
بن مسلم بن واره وأبو مسعود أحمد بن الفرات نزيل اصبهان
ومن بعدهم
عبد الرحمن بن أبي حاتم
ومن أهل طبرستان
إسماعيل بن سعيد الشالنجي والحسين بن علي الطبري وأبو نعيم عبد الملك بن عدي الاستراباذي وعلي بن ابراهيم بن سلمة القطان القزويني
سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم
في ثواب من حفظ السنة ومن أحياها ودعا إليها
1 - أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح انبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز انبا علي بن الجعد انبا شعبة اناب عون بن أبي جحيفة قال سمعت المنذر بن جرير يحدث عن أبيه ح
2 - وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس انبا يحيى بن محمد بن صاعد انبا الحسين بن الحسن المروزي ثنا حجاج بن محمد ثنا شعبة عن عون بن أبيجحيفة عن منذر بن جرير عن أبيه ح
3 - وانبا محمد ثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول ثنا أبي ثنا شبابة ثنا شعبة
عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير عن أبيه قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال من سن في الإسلام سنة حسنة عمل بعده بها كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم ومن سن في الإسلام سنة سيئة عمل بها بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم أخرجه مسلم في الصحيح
4 - وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن ثنا يحيى بن محمد ثنا الحسين بن الحسن ثنا ابو معاوية ثنا الأعمش عن ح
5 - وأخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي انبا علي بن محمد بن هارون الحميري ثنا أبو كريب ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال من سن سنة حسنة كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجرهم شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء أخرجه مسلم
6 - أخبرنا القاسم بن جعفر حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو ثنا سليمان بن الأشعث ثنا يحيى بن أيوب ثنا إسماعيل بن جعفر انبا العلاء يعني ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا أخرجه مسلم وأبو داود
7 - أخبرنا عبدالله بن محمد المقري أخبرنا أحمد بن محمد بن علي بن الفضل الهاشمي السامري ثنا الحسن بن عرفة ثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحسن عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سن سنة حسنة هدى فاتبع عليها كان له اجره ومثل أجور من اتبعه غير منقوص من أجورهم شيء ومن سن سنة ضلالة فاتبع عليها كان عليه وزره ومثل اوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيء
8 - أخبرنا عيسى بن علي ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا كثير بن عبيد ومحمد بن المصفى الحمصي قالا ثنا بقية بن الوليد
الحمصي عن عاصم بن سعيد المزني عن معبد بن خالد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحيا سنتي فقد احبني ومن احبني كان معي في الجنة
9 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن أحمد انبا محمد بن جعفر المقري ثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع ثنا قبيصة بن عقبة ثنا اسرائيل عن هلال بن مقلاص الصيرفي عن أبي بشر عن أبي وائل عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أكل طيبا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه دخل الجنة فقال رجل يا رسول الله إن هذا اليوم في الناس لكثير قال وسيكون في قرون بعدي أخرجه ابن خزيمة
10 - أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكر ثنا الحسن بن عثمان انبا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن عثمان انبا عبد الله بن المبارك أنا الربيع بن أنس عن أبي داود
عن ابي بن كعب قال عليكم بالسبيل والسنة فإنه ما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله عز و جل فيعذبه
وما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكره يعني الرحمن في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله إلا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك إذ اصابتها ريح شديدة فتحات عنها ورقها إلا حط عنه خطاياه كما تحات عن تلك الشجرة ورقها
وأن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة فانظروا أن يكون عملكم إن كان اجتهادا أو اقتصادا أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم
11 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد العزيز انبا محمد بن أحمد الشرقي ثنا عمر بن أيوب بن إسماعيل ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي ثنا أبو إسحاق إسماعيل الأقرع قال سمعت الحسن ابن أبي جعفر يذكر عن أبي
الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال النظر إلى الرجل من أهل السنة يدعو إلى السنة وينهي عن البدعة عبادة
12 - أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل انبا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبيد بن يعيش ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق عن الحسن أو الحسين بن عبيد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني
فقيل وكيف
فقال والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب فيحملها الرجل إلي فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنة فترد عليه كما أخرجه ابن يزيد
13 - أخبرنا عيسى بن علي انبا عبد الله بن محمد البغوي ثنا داود بن عمرو ثنا أبو شهاب عن الأعمش عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود ح
14 - وثنا الأعمش عن مالك بن الحارث عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة
15 - أخبرنا محمد ب الحسين الفارسي انبا يعقوب بن عبد الرحمن الحصاص انبا إسماعيل بن ابي الحارث ثنا إسحاق بن عيسى ثنا محمد بن حسين عن يونس بن يزيد عن الزهري قال الاعتصام بالسنة نجاة
16 - أخبرنا أحمد بن عبيد انبا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن أبي خيثمة ثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو المليح قال كتب عمر بن عبد العزيز بإحياء السنة وإماتة البدعة
17 - وأخبرنا أحمد ثنا محمد ثنا أحمد بن زهير ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن عاصم قال قال أبو العالية تعلموا الإسلام فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء فحدثت الحسن فقال صدق ونصح قال فحدثت حفصة بنت سيرين فقالت يا باهلي أنت حدثت محمدا بهذا قلت لا قالت فحدثه إذا
18 - أخبرنا أحمد بن أبي طاهر الفقيه انبا عمر بن أحمد ثنا علي بن محمد بن احمد بن يزيد الرياحي ثنا أبي نا يحيى بن سليم ثنا أبو حيان البصري قال سمعت الحسن يقول لا يصح القول إلا بعمل ولا يصح قول وعمل إلا بنية ولا يصح قول وعمل ونية إلا بالسنة
19 - أخبرنا علي بن أحمد بن حفص أنبا عبد الله بن يحيى الطلحي ثنا الحضرمي ثنا العلاء بن عمرو ثنا يحيى بن هاني عن مبارك عن الحسن قال يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس
20 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه انبا عمر بن أحمد ثنا أبي ثنا أحمد بن الخليل ثنا أبو النضر ثنا شيخ من مذحج أنا وقاء بن اياس عن سعيد بن جبير قال لا يقبل قول إلا بعمل ولا يقبل عمل إلا بقول ولا يقبل قول وعمل إلا بنية ولا يقبل قول وعمل ونية إلا بنية موافقة للسنة
21 - أخبرنا عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبد الله بن القاسم قالا أخبرنا الحسين بن يحيى ثناء علي بن مسلم ثنا سعيد بن عامر ثنا
حزم عن يونس قال أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريبا وأغرب منه من يعرفها
22 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنبا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن زهير ثنا يحيى بن معين أنبا أبو أسامة عن مهدي قال قال يونس بن عبيد إن الذي يعرض عليه السنة لغريب وأغرب منه من يعرفها
23 - وأخبرنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن حمدوية ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ثنا عبد الله بن سابق قال قال يونس بن عبيد ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها من يعرفها
24 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنبا محمد بن الحسين أنبا أحمد بن زهير ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا وهيب بن خالد عن الجعد أبي عثمان قال قال الحسن أيوب سيد شبان أهل لابصرة
25 - أخبرنا أحمد أنبأ محمد ثنا المثنى بن معاذ العنبري ثنا أبي قال سمعت إبن عوف يقول لما مات محمد بن سيرين قلنا من ثم قلنا أيوب
26 - وأخبرنا أحمد أنبا محمد ثنا محمد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا ابو جعفر بن الطباع قال سمعت حماد بن زيد يقول كان أيوب عندي أفضل من جالسته وأشده أتباعا للسنة
27 - أخبرنا أحمد بن عبيد انبا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن زهير ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا سليمان بنالمغيرة قال كنت عند حميد بن هلال فلما قام من مجلسه تبعه أيوب ويونس بن عبيد في ناس فدخلوا عليه فرايت في وجهه المساءة قلت مالك قال كنت أحسب أن هذين يعني الشيخين الحسن وابن سيرين إن هلكا خلفاهما يعني أيوب ويونس قلت وانا لنأمل ذلك فيهما قال أما رايت اتباعهما إياي وكره فعلهما
28 - أخبرنا أحمد أنبا محمد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عمرو بن عاصم ثنا أبو سليمان رجل من بني نمير قال رأيت سالم بن عبد الله يسأل عن منازل البصريين هل قدم أيوب فلما رآه أيوب جمح إليه فعانقه قال وجعل يضمه إليه قال وإذا رجل خشن عليه ثياب خشنة فقلت من هذا فقالوا سالم بن عبد الله بن عمر
29 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنبا عبد الله بن محمد البغوي ثنا محمد بن زياد بن فروة البلدي ثنا أبو أسامة عن حماد
بن زيد قال أيوب إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي
30 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن إبراهيم الطبري ثنا عبد الله بن سعد البروجردي ثنا عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري ثنا إسماعيل إبن ابي خالد ثنا أيوب بن سويد عن عبد الله بن شوذب عن أيوب قال إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل لاسنة
31 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون ثنا جعفر بن محمد بن نصير ثنا أحمد بن مسروق ثنا محمد بن هارون أبو نشيط ثنا أبو عمير بن النحاس ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال إن من نعمة الله على الشاب إذا نسك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها
32 - أخبرنا عيسى بن علي أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا محمد بن منقذ ثنا سعيد بن شبيب قال سمعت يوسف بن أسباط يقول كان أبي قدريا وأخوالي روافض فأنقذني الله بسفيان
33 - أخبرني عبيد الله بن محمد بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن نعيم الخياط ثنا محمد بن يونس ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا عمارة بن زاذان قال قال لي أيوب يا عمارة إذا كان الرجل صاحب سنة وجماعة فلا تسأل عن أي حال كان فيه
34 - وأخبرنا أحمد بن عبيد أنبا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن زهير ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن سويد الحنفي قال سمعت حماد بن زيد قال كان أيوب يبلغه موت الفتا من أصحاب الحديث فيرى ذلك فيه ويبلغه موت الرجل يذكر بعباده فما يرى ذلك فيه
35 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص الهروي أنبا عبد الله بن عدي ثنا إبراهيم بن عبد الله المخرمي ثنا أظنه عبيد الله بن عمر القواريري قال
سمعت حماد بن زيد يقول حضرت أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب وهو يقول إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون
36 - أخبرنا علي بن أحمد المقري ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو العباس البرتي ثنا القعنبي قال سمعت حماد بن زيد قال قال ابن عون ثلاث أحبهن لنفسي ولأصحابي فذكروا قراءة القرآن والسنة والثالثة أقبل رجل على نفسه ولها من الناس إلا من خير
37 - أخبرنا علي بن عمر بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن محمد ثنا عباس الدوري ثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال كتب عبد الرحمن بن مهدي في وصيته التي أوصي بها أهله وولده أنظروا ما كان عليه أيوب ويونس وابن عون وأسألوا عن هدي ابن عون فإنكم ستجدون من يحدثكم عنه
38 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد ابن مسلم ثنا حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول إذا رأيت بصريا يحب حماد بن زيد فهو صاحب سنة
39 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر أنبا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لم أر أحدا قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد
40 - أخبرنا عبد الواحد بن محمد الفارسي ثنا محمد بن مخلد ثنا صالح بن أحمد حدثني علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي ح
41 - وأخبرنا أحمد بن عبيد أنبأ محمد بن الحسين ثنا أحمد بن زهير ثنا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ابن عون في البصريين إذا رأيت الرجل يحبه فاطمان إليه وفي الكوفيين مالك بن مغول وزايده بن قدامة إذا رأيت كوفيا يحبه فارج خيره ومن أهل الشام الأوزاعي وابو إسحاق الفزاري ومن أهل الحجاز مالك بن أنس
42 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنبا محمد بن الحسين أنبا أحمد بن زهير ثنا محمد بن عباد بن موسى ثنا الفلكي قال كان عمار بن زريق وسلمان بن قرم الضبي وجعفر بن زياد الأحمر وسفيان الثوري أربعتهم يطلبون الحديث وكانوا يتشيعون فخرج سفيان إلى البصرة فلقى أيوب وابن عون فترك التشيع
43 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر أنبأ عبد الرحمن ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن مسلم قال سمعت أبا زياد