عقيل بن ابى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف . (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
1ـ مقتل الحسين: ابى مخنف: صـ 19 ـ جمهرة النسب : الكلبى:صــ30 ـ مغازى رسول الله : الواقدى : جـ 1: صــ 133.
السيره النبويه : لابن هشام : جـ 2 : صــ 257.
الطبقات الكبرى : محمد بن سعد : جــ 4 : صــ 47.
تاريخ يحى بن معين : جــ 3 : صــ 41 . نسب قريش : الزبيرى : صـ 84. الطبقات : خليفه بن خياط : صــ 30. تاريخ خليفه بن خياط : صـ 145. مسند احمد بن حنبل : جـ 1 : صــ 201. المحبر : محمد بن حبيب : صـ 56. المنمق : محمد بن حبيب : صــ 182.
البيان والتبين : الجاحظ : جـ 1 : صــ 262. التاريخ الكبير : البخارى : جـ 4 : صــ 50 . التاريخ الصغير : البخارى : جـ 1 : صــ 172.
تاريخ الثقات : العجلى : صــ 338. المعارف : ابن قتيبه : صــ 120.
الامامه والسياسه : ابن قتيبه : صــ 135. عيون الاخبار : ابن قتيبه : جـ 1 : صــ 212. المعرفه والتاريخ :ابن يعقوب : جـ 1 : صــ 506. انساب الاشراف : البلازرى : جـ 2 : صــ 327. فتوح البلدان : البلازرى : صــ 57. الاخبار الطوال : الدينورى : جـ 1 : صــ 230.
الكامل فى اللغه : المبرد : جـ 2 : صــ 258. مصنف ابن شيبه : رقم 15782. تاريخ الطبرى : ابن جرير : جـ 1 : صــ 453.
كتاب الفتوح : ابن الاعثم : جـ 5 : صــ 86. الجرح والتعديل : الرازى : جـ 3 : صــ 218. العقد الفريد : ابن عبد ربه : جـ 2 : صــ 73.
كتاب المحن : ابو العرب محمد بن احمد : جـ 1 : صــ 144.
تاريخ الدورى : جـ 2 : صــ 411. البدء والتاريخ : البلخى : جـ 2: صــ 107. التنبيه والاشراف : المسعودى : صــ 275. مروج الذهب : المسعودى : جـ 2 : صـ 359. الولاء والقضاء : محمد بن يوسف : صـ 593. الاغانى : الاصفهانى : جـ 1 : صــ 261 . مقاتل الطالبين : الاصفهانى : صــ 26. المؤتلف والمختلف : الدار قطنى : جـ 3 : صــ 1575. المستدرك : الحاكم : جـ 3 : 575. تهذيب الانساب : الشرف العبيدلى : صــ 307. كتاب المجدى : العمرى : صــ 308 .
منتقلة الطالبين : ابى اسماعيل بن طباطبا : صــ 334. جمهرة انساب العرب : ابن حزم : صــ 69. جوامع السيره : ابن حزم : صــ 4.
الاستعاب : ابن عبد البر : جـ 3 : صــ 1078. القصد والامم : ابن عبد البر : صــ 43. الانباه على قبائل الرواه : ابن عبد البر : صــ 48.
الاكمال : لابن ماكولا : جـ 6 : صـ 229. لباب الانساب البيهقى : جـ 1 : صـ 375. تاريخ دمشق : ابن عساكر : جـ 41 : صــ 4. تهذيب ابن عساكر : جـ 4 : صــ 335. الروض الانف : السهيلى : جـ 3 : صــ 106. مناقب ابى طالب : ابن شهرا شوب : صــ 376. تلقيح فهوم الاثر : الجوزى : صـ 39. التبين فى انساب القرشين : المقدسى : صــ 112. اسد الغابه : ابن الاثير : جـ 4 : صــ 63. الكامل فى التاريخ : ابن الاثير : جـ 1 : صــ 458. شرح نهج البلاغه : ابن ابى الحديد : جـ 1 : صــ 358. وفيت الاعيان : ابن خلكان : جـ 2 : صـ 505.
تاريخ العبرى : صــ 189. نهايه الاراب : النويرى : جـ 17 : صــ 220.
عيون الاثر : لابن سيد الناس : جـ 1 : صــ 258. تهذيب الكمال : المزى: جـ 20 : صــ 235. سير اعلام النبلاء : الذهبى : جـ 3: صـ 99.
تاريخ الاسلام : الذهبى : جـ 2 : صـ 85. البدايه والنهايه : ابن كثير : جـ 8 : صــ 49. السيره النبويه : ابن كثير : جـ 1 : صـ 84.
بلوغ الارب : الالوسى : جـ 3 : صـ 275 . صبح الاعش : القلقشندى : جـ 1 : صـ 157. قلائد الجمان : القلقشندى : صـ 156. نهايه الاراب : القلقشندى : صــ 365. عمده الطالب : ابن عنبه : صـ 48. بحر الانساب مخطوط : ابن عنبه : صــ 16. العقد الثمين : الفاسى : جـ 6 : صــ 113. الخطط : المقريزى : جـ 1 : صـ 265 .
اتعاظ الحنفا : المقريزى : جـ 1 : صـ 41. النزاع والتخاصم : المقريزى : صــ 13.المشجر الكشاف : النجفى : صـ 358.
ونكتفى بهذه المصادر الشيخ عوده العقيلى.
تابع الفصل الاول .
وكان يكنى ابا يزيد- وقيل ابو عيسى .(تاريخ دمشق:جـ41:صـ4).
وابن عمى النبى صلى الله عليه وسلم . ولد عقيل بن ابى طالب رضى الله عنه بمكة المكرمه، بعد ولادة النبى صلى الله عليه وسلم بعشر سنين .(عمدة الطالب:ص48). ، وكان طالب اسن من عقيل بعشر سنين، وعقيل اسن من جعفر بعشر سنين ، وجعفر اسن من على بعشر سنين ،وامهم جميعا فاطمة بنت اسد بن هاشم .(نسب قريش :ص40).
فاطمة بنت اسد :
قال الزهرى: هى اول هاشميه ولدت لهاشمى، وهى ايضا اول هاشميه ولدت خليفه ،ثم بعدها فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت الحسن:ثم زبيدة امرأة الرشيد ولدت الامين .( اسد الغابه: ج7:ص217).
ذكر جرير بن عبد الحميد عن مغيره عن ابراهيم ،عن الحسن البصرى ،عن الزبير بن العوام ، قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يدعوا النساء الى البيعه حين انزلت هذى الايه (يأيها النبى إذا جاءك المؤمنين يبايعنيك).(سورة الممتحنه: الايه12).
ذكر بكير بن محمد الحداد الصوفى بمكة ثنا الحسن بن على بن شبيب المعمرى ثنا عبد الرحمن بن عمرو جبلة الباهلى ثنا ابى عن الزبير بن سعيد القرشي قال كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب فمر بنا على بن الحسين ولم أر هاشميا قط ، وكان اعبد لله، فقام اليه سعيد بن المسيب وقومنا معه فسلمنا عليه فرد علينا فقال له سعيد يا ابا محمد اخبرنا عن فاطمه بنت اسد بن هاشم ام امير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنهما ، قال حدثنى ابى قال على بن ابى طالب :
لما ماتت فاطمة بنت اسد بن هاشم كفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قميصه وصلى عليها وكبر عليها سبعين تكبيرة ونزل فى قبرها فجعل يومى فى نواحى القبر كأنه يوسعه ويسوى عليها وخرج من قبرها وعيناه تزرفان ، وحثا فى قبرها فلما زهب قال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه يارسول الله رأيتك فعلت على هذة المرأة شيئا
لم تفعله على احد ، فقال ياعمر ان هذة المرأة كانت التى ولدتنى ، ان ابا طالب كايضع الضيع وتكون له المأدبه ، وكان يجمعنا على طعامه فكانت هذة المرأة تفضل منه كله نصيبنا فاعود فيه ، وإن جبريل عليه السلام أخبرنى عن ربى عز وجل انها من الجنه، واخبرنى جبريل عليه السلام ان الله تعالى امر سبعين الفا من الملائكه يصلون عليها .(المستدرك : الحاكم :
ج3: ص27).
عن عبيد بن اسحاق الفطار قال : حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال:
بينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذا أتى أت فقال يارسول الله ان ام على ماتت .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا بنا الى امى .
فقمنا وكأن على رؤوس من معه الطير . فلما انتهينا الى الباب نزع قميصه فقال : اذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت اكفانها ، فلم خرجوا بها جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مره يحمل ، ومره يتقدم ، ومره يتأخر حتى انتهينا الى القبر ، فتمعك فى اللحد ، ثم خرج فقال : أدخلوها باسم الله ، وعلى اسم الله ، فلما دفنوها قام قائما فقال : (جزاك الله من ام وربيبه خيرا ، فنعم الام ،ونعم الربيبه كنت لى )قال : فقلنا له - أو قيل له -يارسول الله ،لقد صنعت شئين ما أرأيناك صنعت مثلهما قط ، قال : ماهو؟
قلنا: نزعك قميصك ، وتمعكك فى اللحد، قال : إم قميصى فإردت ألا تمسها النار أبدا إن شاء الله ، وأما تمعكى فى اللحد فأردت ان يوسع الله عليها قبرها .( تاريخ ابن شبه :ج1: 1243).
اثر التربيه فى شخصيه عقيل بن ابى طالب
البيت الطالبى من اعظم البيوت فى مكه , واسع الارجاء , موطأ الاكناف , سامق البناء , اغز البيوت شأنا, واجلها فى النفوس مقاما , تمتد اليه الاعناق والابصار فترتد هيبه واكبارا, وترتاده الوفود ليلا ونهارا , هو من البيوت ارفعها , ومن المنازل اخصبها , مأوى الضعيف , ومأمن الخائف , ونجعه المرتاد هو للمكارم عنوان وللفضيله برهان وللحق ميزان.
وفى هذا البيت الذى ضم محمدا صلى الله عليه وسلم غلاما , وترعرع فيه يافعا, وان ابى طالب قد مرت عليه ليال طويله , جفاه فيها السهاد , واضناه الارق , يقلب امر ابن اخيه , لتكون رحلته عن الدنيا وهو قرير العين , مطمئن الفؤاد , فان القضيه اجل من ان تترك واعظم من يتغاضى عنها , وان كان الله تعالى حافظا ورعيها .(جعفر بن ابى طالب : المعلم:صـ 84).
وكان ابو طالب من قريش كا العقيده السياسيه, هى بيطبيعتها قوه نافذه على قوة القبيله , فمن ثم كان هو وحده المشكله النفسيه المعقده التى تعمل قريش جاهده فى حلها .
وقامت المعركه الاسلاميه الاولى بين ايرادتهم وايرادته, وهم امه تحكمهم الكالمه الاجتماعيه التى تسير عنهم فى القبائل , وتاريخهم يقال على الالسنه من معانى المدح والذم , فيخشون الكلمه اكثر مما يخشونا الغاره وقد لا يبالون بالقتلى والجرحى منهم , ولكنهم يبالون ب المجروحه .(وحى القلم : مصطفى صادق الرافعى : جـ 2 : صــ 24).
ان خصائص البيت الطالبي , كون الحافز القوى , الذى يدفع الاب والابناء على فهم عبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم , فهما عميقا, حتى ليتمثل شعورا وتضحيه , فيتماسك تعاطى الخير , من اجل انجاح هذه الرساله بكل ما يتطلبه هذا الانجاح من الشعور العميق والفكر الجبار والتضحيه الشبيهة بصنع المعجزات, وان هذا الشعور السامى ليتحد بين الر سول صلى الله عليه وسلم وعمه ابو طالب وابناء عمومته طالب وعقيل وجعفر وعلى ويجتمع ذلك فى وحده متماسكه متراصه لا فصل بينها ولا تفرقه.
لقد ابتنى هذا البيت على مذايا الشهامه, وتدعم يخصائص الفضيله والسمو , والسيره النبويه وكتب التاريخ تشهد على هذا القول .(ابوطالب : عبدالله الشيخ: صـ 281).
واما ابو طالب فكان فى غايه الشفقه والحنو الطبيعى كما سيظهر من صنائعه, وسجاياه, واعتماده فيما يحامى به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه رضى الله عنهم
قال يونس بن بكير عن طلحه بن يحى عن عبد الله بن موسى بن طلحه اخبرنى عقيل بن ابى طالب .قال جاءت قريش الى ابى طالب فقالوا : ان ابن اخيك هذا قد اذانا فى نادينا ومسجدنا فا نهيه عنا.فقال ياعقيل انطلق فاتنى بمحمد , فانطلقت اليه فاستخرجته من كنس ـ او قال خنس ـ يقول بيت صغير , فجاء به فى الظهيره فى شده الحر, فلما اتاهم قال ان بنى عمك هؤلاء زعموا انك تؤذيهم فى ناديهم ومسجدهم , فأنته عن اذاهم فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره الى السماء .فقال : (ترون هذه الشمس )؟قالوا نعم قال : ( فما انا بأقدر ان ادع ذلك منكم على ان تشتعلوا منه بشعله ).فقال ابو طالب والله ما كذب ابن اخيى قط فارجعوا .(البدايه والنهايه :جـ 2: صـ 40).
وشب عقيل ابن ابى طالب بعد ان ادرج من هذه الحياه , انتهاج المثل العليا والسيره العطره من معايشة ابويه ابو طالب , وامه فاطمه بنت اسد , والنبى صلى الله عليه وسلم يلازمه طوال ثمانى عشره سنه فى بيت ابى طالب , طفوله عقيل بن ابى طالب قضاه مع حكمه السماء ونبى هذه الامه .(تحفه المطالب فى تاريخ اولاد ابى طالب : الشيخ عوده العقيلى : جـ 1: صـ 64).
الرسول يعرض نفسه على القبائل
واخرج ابو نعيم عن عقيل بن ابى طالب ، قال :
لما اشتد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لعمه العباس بن عبدالمطلب رضى الله عنه : يا عم :ان الله عز وجل ناصر دينه بقوم يهون عليهم رغم قريش عزا فى ذات الله فامضى بى الى عكاظ فارنى منازل القبائل (احياء العرب) حتى ادعوهم الى الله عز وجل وان يمنعونى ويؤوونى حتى ابلغ عن الله عز وجل ما ارسلنى به ، قال : فقال العباس : يا ابن اخى :امضى الى عكاظ فأنا ماضى معك حتى ادلك على منازل القبائل
فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثقيف ثم استقرى القبائل فى سنته – فلما كان العام المقبل – وذلك حين امر الله تعالى ان يعلن الدعاء – لقى سته نفر من الخزرج والاوس : اسعد بن زراره ، وابو الهيثم بن التيهان ، وعبدالله بن رواحه ، وسعد بن الربيع ، والنعمان بن حارسه ،وعباده بن الصامت .
فلقيهم النبى صلى الله عليه وسلم عند جمره العقبه ليلا ، فجلس اليهم فدعاهم الى الله عز وجل ، والى عبادته ، والمؤاذره على دينه الذى بعث به انبيائه ورسله – فسألوه ان يعرض عليهم ما اوحى اليه فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سوره ابراهيم (واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا )- الى اخر السوره ،فرق القوم واخبتوا حين سمعواواجابوا .
فمر العباس بن عبدالمطلب وهو يكلمهم ويكلمونه ، فعرف صوت النبى صلى الله عليه وسلم فقال : ابن اخى : من هؤلاء الذين عندك ؟ قال يا عم : سكان يثرب : الاوس والخزرج قد دعوتهم الى ما دعوت اليهه من قبلهم من الاحياء فأجابونى وصدقونى ، وذكروا انهم يخرجونى الى بلادهم – فنزل العباس بن عبدالمطلب وعقل راحلته ثم قال لهم يا معشر الاوس والخزرج : هذا ابن اخى – وهو احب الناس الي - فان صدقتموه وامنتم به واردتم اخراجه معكم فانى اريد ان ااخذ عليكم موثقا تطمئن به نفسى ولا تخزلوه ولا تغروه .
فان جيرانكم اليهود ، واليهود له عدو ، ولا امن مكرهم عليه .
فقال اسعد بن زراره – وشق عليه قول العباس حين اتهم عليه سعدا لشئ مما تكره الا تصديقا لايجابتنا اياك ، وايمانا بك .
فقال : يا رسول الله : ان لكل دعوه سبيلا ، ان لين وان شده وقد دعوه اليوم
الى دعوه متجهمه للناس متوعره عليهم ، دعوتنا الى ذلك ،ودعوتنا الى قطع ما بيننا وبين الناس من الجوار والارحام القريب والبعيد وتلك رتبه صعبه فأجبناك الى ذلك .
ودعوتنا ونحن جماعه فى دار عز ومنعه لا يطمع فيها احد ان يرأس علينا رجل من غيرنا قد افرده قومه واسلمه اعمامه وتلك رتبه صعبه فأجبناك الى ذلك .
وكل هذه الرتب مكروهه عند الناس الا من عزم الله على رشده والتمس الخير فى عواقبها وقد اجبناك الى ذلك بألسنتنا وايدينا ايمانا بما جئت به ، وتصديقا بمعرفه ثبتت فى قلوبنا ،نبايعك على ذلك ونبايع ربنا وربك ، يد الله فوق ايدينا ، ودماؤنا دون دمك ،وايدينا دون يدك ، نمنعك مما نمنع منه انفسنا وابناءنا ونساءنا ، فان نفى بذلك فالله نفى ، وان نغدر فابالله نغدر ونحن به اشقياء ، هذا الصدق منا يا رسول الله :والله المستعان .
ثم اقبل على العباس بن عبدالمطلب بوجهه فقال : واما انت ايها المعترض لنا بالقول دون النبى صلى الله عليه وسلم والله اعلم ما اردت بذلك ؟
ذكرت انه ابن اخيك واحب الناس اليك فنحن قد قطعنا القريب والبعيد وزا الرحم ونشهد انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الله ارسله من عنده ، ليس بكذاب وانما جاء به لايشبه كلام البشر – واما ذكرت انك لا تطمئن الينا فى امره حتى تأخذ مواثيقنا فهذه خصله لا نردها على احد ارادها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخذ ما شئت .
ثم التفت الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله خذ لنفسك ما شئت ، واشطرت لربك ما شئت . (1)
_________________________________
المصادر
1- الدلائل : ابو نعيم : ج1 :ص105.
حياه الصحابه : الكاندهلوى : ج1 :ص75 ،76.
تحفه المطالب فى تاريخ عقيل بن ابى طالب : الشيخ عوده العقيلى : ج1 :ص88.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
1ـ مقتل الحسين: ابى مخنف: صـ 19 ـ جمهرة النسب : الكلبى:صــ30 ـ مغازى رسول الله : الواقدى : جـ 1: صــ 133.
السيره النبويه : لابن هشام : جـ 2 : صــ 257.
الطبقات الكبرى : محمد بن سعد : جــ 4 : صــ 47.
تاريخ يحى بن معين : جــ 3 : صــ 41 . نسب قريش : الزبيرى : صـ 84. الطبقات : خليفه بن خياط : صــ 30. تاريخ خليفه بن خياط : صـ 145. مسند احمد بن حنبل : جـ 1 : صــ 201. المحبر : محمد بن حبيب : صـ 56. المنمق : محمد بن حبيب : صــ 182.
البيان والتبين : الجاحظ : جـ 1 : صــ 262. التاريخ الكبير : البخارى : جـ 4 : صــ 50 . التاريخ الصغير : البخارى : جـ 1 : صــ 172.
تاريخ الثقات : العجلى : صــ 338. المعارف : ابن قتيبه : صــ 120.
الامامه والسياسه : ابن قتيبه : صــ 135. عيون الاخبار : ابن قتيبه : جـ 1 : صــ 212. المعرفه والتاريخ :ابن يعقوب : جـ 1 : صــ 506. انساب الاشراف : البلازرى : جـ 2 : صــ 327. فتوح البلدان : البلازرى : صــ 57. الاخبار الطوال : الدينورى : جـ 1 : صــ 230.
الكامل فى اللغه : المبرد : جـ 2 : صــ 258. مصنف ابن شيبه : رقم 15782. تاريخ الطبرى : ابن جرير : جـ 1 : صــ 453.
كتاب الفتوح : ابن الاعثم : جـ 5 : صــ 86. الجرح والتعديل : الرازى : جـ 3 : صــ 218. العقد الفريد : ابن عبد ربه : جـ 2 : صــ 73.
كتاب المحن : ابو العرب محمد بن احمد : جـ 1 : صــ 144.
تاريخ الدورى : جـ 2 : صــ 411. البدء والتاريخ : البلخى : جـ 2: صــ 107. التنبيه والاشراف : المسعودى : صــ 275. مروج الذهب : المسعودى : جـ 2 : صـ 359. الولاء والقضاء : محمد بن يوسف : صـ 593. الاغانى : الاصفهانى : جـ 1 : صــ 261 . مقاتل الطالبين : الاصفهانى : صــ 26. المؤتلف والمختلف : الدار قطنى : جـ 3 : صــ 1575. المستدرك : الحاكم : جـ 3 : 575. تهذيب الانساب : الشرف العبيدلى : صــ 307. كتاب المجدى : العمرى : صــ 308 .
منتقلة الطالبين : ابى اسماعيل بن طباطبا : صــ 334. جمهرة انساب العرب : ابن حزم : صــ 69. جوامع السيره : ابن حزم : صــ 4.
الاستعاب : ابن عبد البر : جـ 3 : صــ 1078. القصد والامم : ابن عبد البر : صــ 43. الانباه على قبائل الرواه : ابن عبد البر : صــ 48.
الاكمال : لابن ماكولا : جـ 6 : صـ 229. لباب الانساب البيهقى : جـ 1 : صـ 375. تاريخ دمشق : ابن عساكر : جـ 41 : صــ 4. تهذيب ابن عساكر : جـ 4 : صــ 335. الروض الانف : السهيلى : جـ 3 : صــ 106. مناقب ابى طالب : ابن شهرا شوب : صــ 376. تلقيح فهوم الاثر : الجوزى : صـ 39. التبين فى انساب القرشين : المقدسى : صــ 112. اسد الغابه : ابن الاثير : جـ 4 : صــ 63. الكامل فى التاريخ : ابن الاثير : جـ 1 : صــ 458. شرح نهج البلاغه : ابن ابى الحديد : جـ 1 : صــ 358. وفيت الاعيان : ابن خلكان : جـ 2 : صـ 505.
تاريخ العبرى : صــ 189. نهايه الاراب : النويرى : جـ 17 : صــ 220.
عيون الاثر : لابن سيد الناس : جـ 1 : صــ 258. تهذيب الكمال : المزى: جـ 20 : صــ 235. سير اعلام النبلاء : الذهبى : جـ 3: صـ 99.
تاريخ الاسلام : الذهبى : جـ 2 : صـ 85. البدايه والنهايه : ابن كثير : جـ 8 : صــ 49. السيره النبويه : ابن كثير : جـ 1 : صـ 84.
بلوغ الارب : الالوسى : جـ 3 : صـ 275 . صبح الاعش : القلقشندى : جـ 1 : صـ 157. قلائد الجمان : القلقشندى : صـ 156. نهايه الاراب : القلقشندى : صــ 365. عمده الطالب : ابن عنبه : صـ 48. بحر الانساب مخطوط : ابن عنبه : صــ 16. العقد الثمين : الفاسى : جـ 6 : صــ 113. الخطط : المقريزى : جـ 1 : صـ 265 .
اتعاظ الحنفا : المقريزى : جـ 1 : صـ 41. النزاع والتخاصم : المقريزى : صــ 13.المشجر الكشاف : النجفى : صـ 358.
ونكتفى بهذه المصادر الشيخ عوده العقيلى.
تابع الفصل الاول .
وكان يكنى ابا يزيد- وقيل ابو عيسى .(تاريخ دمشق:جـ41:صـ4).
وابن عمى النبى صلى الله عليه وسلم . ولد عقيل بن ابى طالب رضى الله عنه بمكة المكرمه، بعد ولادة النبى صلى الله عليه وسلم بعشر سنين .(عمدة الطالب:ص48). ، وكان طالب اسن من عقيل بعشر سنين، وعقيل اسن من جعفر بعشر سنين ، وجعفر اسن من على بعشر سنين ،وامهم جميعا فاطمة بنت اسد بن هاشم .(نسب قريش :ص40).
فاطمة بنت اسد :
قال الزهرى: هى اول هاشميه ولدت لهاشمى، وهى ايضا اول هاشميه ولدت خليفه ،ثم بعدها فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت الحسن:ثم زبيدة امرأة الرشيد ولدت الامين .( اسد الغابه: ج7:ص217).
ذكر جرير بن عبد الحميد عن مغيره عن ابراهيم ،عن الحسن البصرى ،عن الزبير بن العوام ، قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يدعوا النساء الى البيعه حين انزلت هذى الايه (يأيها النبى إذا جاءك المؤمنين يبايعنيك).(سورة الممتحنه: الايه12).
ذكر بكير بن محمد الحداد الصوفى بمكة ثنا الحسن بن على بن شبيب المعمرى ثنا عبد الرحمن بن عمرو جبلة الباهلى ثنا ابى عن الزبير بن سعيد القرشي قال كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب فمر بنا على بن الحسين ولم أر هاشميا قط ، وكان اعبد لله، فقام اليه سعيد بن المسيب وقومنا معه فسلمنا عليه فرد علينا فقال له سعيد يا ابا محمد اخبرنا عن فاطمه بنت اسد بن هاشم ام امير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنهما ، قال حدثنى ابى قال على بن ابى طالب :
لما ماتت فاطمة بنت اسد بن هاشم كفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قميصه وصلى عليها وكبر عليها سبعين تكبيرة ونزل فى قبرها فجعل يومى فى نواحى القبر كأنه يوسعه ويسوى عليها وخرج من قبرها وعيناه تزرفان ، وحثا فى قبرها فلما زهب قال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه يارسول الله رأيتك فعلت على هذة المرأة شيئا
لم تفعله على احد ، فقال ياعمر ان هذة المرأة كانت التى ولدتنى ، ان ابا طالب كايضع الضيع وتكون له المأدبه ، وكان يجمعنا على طعامه فكانت هذة المرأة تفضل منه كله نصيبنا فاعود فيه ، وإن جبريل عليه السلام أخبرنى عن ربى عز وجل انها من الجنه، واخبرنى جبريل عليه السلام ان الله تعالى امر سبعين الفا من الملائكه يصلون عليها .(المستدرك : الحاكم :
ج3: ص27).
عن عبيد بن اسحاق الفطار قال : حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال:
بينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذا أتى أت فقال يارسول الله ان ام على ماتت .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا بنا الى امى .
فقمنا وكأن على رؤوس من معه الطير . فلما انتهينا الى الباب نزع قميصه فقال : اذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت اكفانها ، فلم خرجوا بها جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مره يحمل ، ومره يتقدم ، ومره يتأخر حتى انتهينا الى القبر ، فتمعك فى اللحد ، ثم خرج فقال : أدخلوها باسم الله ، وعلى اسم الله ، فلما دفنوها قام قائما فقال : (جزاك الله من ام وربيبه خيرا ، فنعم الام ،ونعم الربيبه كنت لى )قال : فقلنا له - أو قيل له -يارسول الله ،لقد صنعت شئين ما أرأيناك صنعت مثلهما قط ، قال : ماهو؟
قلنا: نزعك قميصك ، وتمعكك فى اللحد، قال : إم قميصى فإردت ألا تمسها النار أبدا إن شاء الله ، وأما تمعكى فى اللحد فأردت ان يوسع الله عليها قبرها .( تاريخ ابن شبه :ج1: 1243).
اثر التربيه فى شخصيه عقيل بن ابى طالب
البيت الطالبى من اعظم البيوت فى مكه , واسع الارجاء , موطأ الاكناف , سامق البناء , اغز البيوت شأنا, واجلها فى النفوس مقاما , تمتد اليه الاعناق والابصار فترتد هيبه واكبارا, وترتاده الوفود ليلا ونهارا , هو من البيوت ارفعها , ومن المنازل اخصبها , مأوى الضعيف , ومأمن الخائف , ونجعه المرتاد هو للمكارم عنوان وللفضيله برهان وللحق ميزان.
وفى هذا البيت الذى ضم محمدا صلى الله عليه وسلم غلاما , وترعرع فيه يافعا, وان ابى طالب قد مرت عليه ليال طويله , جفاه فيها السهاد , واضناه الارق , يقلب امر ابن اخيه , لتكون رحلته عن الدنيا وهو قرير العين , مطمئن الفؤاد , فان القضيه اجل من ان تترك واعظم من يتغاضى عنها , وان كان الله تعالى حافظا ورعيها .(جعفر بن ابى طالب : المعلم:صـ 84).
وكان ابو طالب من قريش كا العقيده السياسيه, هى بيطبيعتها قوه نافذه على قوة القبيله , فمن ثم كان هو وحده المشكله النفسيه المعقده التى تعمل قريش جاهده فى حلها .
وقامت المعركه الاسلاميه الاولى بين ايرادتهم وايرادته, وهم امه تحكمهم الكالمه الاجتماعيه التى تسير عنهم فى القبائل , وتاريخهم يقال على الالسنه من معانى المدح والذم , فيخشون الكلمه اكثر مما يخشونا الغاره وقد لا يبالون بالقتلى والجرحى منهم , ولكنهم يبالون ب المجروحه .(وحى القلم : مصطفى صادق الرافعى : جـ 2 : صــ 24).
ان خصائص البيت الطالبي , كون الحافز القوى , الذى يدفع الاب والابناء على فهم عبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم , فهما عميقا, حتى ليتمثل شعورا وتضحيه , فيتماسك تعاطى الخير , من اجل انجاح هذه الرساله بكل ما يتطلبه هذا الانجاح من الشعور العميق والفكر الجبار والتضحيه الشبيهة بصنع المعجزات, وان هذا الشعور السامى ليتحد بين الر سول صلى الله عليه وسلم وعمه ابو طالب وابناء عمومته طالب وعقيل وجعفر وعلى ويجتمع ذلك فى وحده متماسكه متراصه لا فصل بينها ولا تفرقه.
لقد ابتنى هذا البيت على مذايا الشهامه, وتدعم يخصائص الفضيله والسمو , والسيره النبويه وكتب التاريخ تشهد على هذا القول .(ابوطالب : عبدالله الشيخ: صـ 281).
واما ابو طالب فكان فى غايه الشفقه والحنو الطبيعى كما سيظهر من صنائعه, وسجاياه, واعتماده فيما يحامى به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه رضى الله عنهم
قال يونس بن بكير عن طلحه بن يحى عن عبد الله بن موسى بن طلحه اخبرنى عقيل بن ابى طالب .قال جاءت قريش الى ابى طالب فقالوا : ان ابن اخيك هذا قد اذانا فى نادينا ومسجدنا فا نهيه عنا.فقال ياعقيل انطلق فاتنى بمحمد , فانطلقت اليه فاستخرجته من كنس ـ او قال خنس ـ يقول بيت صغير , فجاء به فى الظهيره فى شده الحر, فلما اتاهم قال ان بنى عمك هؤلاء زعموا انك تؤذيهم فى ناديهم ومسجدهم , فأنته عن اذاهم فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره الى السماء .فقال : (ترون هذه الشمس )؟قالوا نعم قال : ( فما انا بأقدر ان ادع ذلك منكم على ان تشتعلوا منه بشعله ).فقال ابو طالب والله ما كذب ابن اخيى قط فارجعوا .(البدايه والنهايه :جـ 2: صـ 40).
وشب عقيل ابن ابى طالب بعد ان ادرج من هذه الحياه , انتهاج المثل العليا والسيره العطره من معايشة ابويه ابو طالب , وامه فاطمه بنت اسد , والنبى صلى الله عليه وسلم يلازمه طوال ثمانى عشره سنه فى بيت ابى طالب , طفوله عقيل بن ابى طالب قضاه مع حكمه السماء ونبى هذه الامه .(تحفه المطالب فى تاريخ اولاد ابى طالب : الشيخ عوده العقيلى : جـ 1: صـ 64).
الرسول يعرض نفسه على القبائل
واخرج ابو نعيم عن عقيل بن ابى طالب ، قال :
لما اشتد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لعمه العباس بن عبدالمطلب رضى الله عنه : يا عم :ان الله عز وجل ناصر دينه بقوم يهون عليهم رغم قريش عزا فى ذات الله فامضى بى الى عكاظ فارنى منازل القبائل (احياء العرب) حتى ادعوهم الى الله عز وجل وان يمنعونى ويؤوونى حتى ابلغ عن الله عز وجل ما ارسلنى به ، قال : فقال العباس : يا ابن اخى :امضى الى عكاظ فأنا ماضى معك حتى ادلك على منازل القبائل
فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثقيف ثم استقرى القبائل فى سنته – فلما كان العام المقبل – وذلك حين امر الله تعالى ان يعلن الدعاء – لقى سته نفر من الخزرج والاوس : اسعد بن زراره ، وابو الهيثم بن التيهان ، وعبدالله بن رواحه ، وسعد بن الربيع ، والنعمان بن حارسه ،وعباده بن الصامت .
فلقيهم النبى صلى الله عليه وسلم عند جمره العقبه ليلا ، فجلس اليهم فدعاهم الى الله عز وجل ، والى عبادته ، والمؤاذره على دينه الذى بعث به انبيائه ورسله – فسألوه ان يعرض عليهم ما اوحى اليه فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سوره ابراهيم (واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا )- الى اخر السوره ،فرق القوم واخبتوا حين سمعواواجابوا .
فمر العباس بن عبدالمطلب وهو يكلمهم ويكلمونه ، فعرف صوت النبى صلى الله عليه وسلم فقال : ابن اخى : من هؤلاء الذين عندك ؟ قال يا عم : سكان يثرب : الاوس والخزرج قد دعوتهم الى ما دعوت اليهه من قبلهم من الاحياء فأجابونى وصدقونى ، وذكروا انهم يخرجونى الى بلادهم – فنزل العباس بن عبدالمطلب وعقل راحلته ثم قال لهم يا معشر الاوس والخزرج : هذا ابن اخى – وهو احب الناس الي - فان صدقتموه وامنتم به واردتم اخراجه معكم فانى اريد ان ااخذ عليكم موثقا تطمئن به نفسى ولا تخزلوه ولا تغروه .
فان جيرانكم اليهود ، واليهود له عدو ، ولا امن مكرهم عليه .
فقال اسعد بن زراره – وشق عليه قول العباس حين اتهم عليه سعدا لشئ مما تكره الا تصديقا لايجابتنا اياك ، وايمانا بك .
فقال : يا رسول الله : ان لكل دعوه سبيلا ، ان لين وان شده وقد دعوه اليوم
الى دعوه متجهمه للناس متوعره عليهم ، دعوتنا الى ذلك ،ودعوتنا الى قطع ما بيننا وبين الناس من الجوار والارحام القريب والبعيد وتلك رتبه صعبه فأجبناك الى ذلك .
ودعوتنا ونحن جماعه فى دار عز ومنعه لا يطمع فيها احد ان يرأس علينا رجل من غيرنا قد افرده قومه واسلمه اعمامه وتلك رتبه صعبه فأجبناك الى ذلك .
وكل هذه الرتب مكروهه عند الناس الا من عزم الله على رشده والتمس الخير فى عواقبها وقد اجبناك الى ذلك بألسنتنا وايدينا ايمانا بما جئت به ، وتصديقا بمعرفه ثبتت فى قلوبنا ،نبايعك على ذلك ونبايع ربنا وربك ، يد الله فوق ايدينا ، ودماؤنا دون دمك ،وايدينا دون يدك ، نمنعك مما نمنع منه انفسنا وابناءنا ونساءنا ، فان نفى بذلك فالله نفى ، وان نغدر فابالله نغدر ونحن به اشقياء ، هذا الصدق منا يا رسول الله :والله المستعان .
ثم اقبل على العباس بن عبدالمطلب بوجهه فقال : واما انت ايها المعترض لنا بالقول دون النبى صلى الله عليه وسلم والله اعلم ما اردت بذلك ؟
ذكرت انه ابن اخيك واحب الناس اليك فنحن قد قطعنا القريب والبعيد وزا الرحم ونشهد انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الله ارسله من عنده ، ليس بكذاب وانما جاء به لايشبه كلام البشر – واما ذكرت انك لا تطمئن الينا فى امره حتى تأخذ مواثيقنا فهذه خصله لا نردها على احد ارادها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخذ ما شئت .
ثم التفت الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله خذ لنفسك ما شئت ، واشطرت لربك ما شئت . (1)
_________________________________
المصادر
1- الدلائل : ابو نعيم : ج1 :ص105.
حياه الصحابه : الكاندهلوى : ج1 :ص75 ،76.
تحفه المطالب فى تاريخ عقيل بن ابى طالب : الشيخ عوده العقيلى : ج1 :ص88.