جعفر بن عقيل بن أبي طالب
مِن بَني هاشِم
في البيتِ مِن هـاشمَ العلياءِ نِسبَتُهم والنَّعْتُ مِن أحمدَ المـبعوثِ لـلأممِ
قـومٌ إذا فَخَـر الأقـوامُ كـان لَهُم أنفُ الصَّفا وأعالي البيت والحَرَمِ (1)
أبوه عقيلُ بن أبي طالب بن عبدالمطّلب، من علياء قريش، سادة العرب، وبيت الحنيفيّة مِلّةِ إبراهيم الخليل عليه السّلام. وقد حَظِي عقيلٌ بمحبّة رسول الله صلّى الله عليه وآله.. روى ابن عبّاس قال: قال عليٌّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله: يا رسولَ الله، إنّك لَتُحِبّ عقيلاً ؟ قال: إي والله، إنّي لأُحبُّه حُبَّين: حُبّاً له، وحبّاً لحبِّ أبي طالب له. وإنّ وَلَدَه ( أي مسلم ) لَمقتولٌ في محبّة وَلَدِك ( أي الحسين عليه السّلام )، فتدمع عليه ( أي على مسلم رضوان الله عليه ) عيونُ المؤمنين، وتُصلّي عليه الملائكة المقرَّبون. ثمّ بكى رسولُ الله حتّى جَرَت دموعُه على صدره، ثمّ قال: إلى الله أشكو ما تَلقى عِترتي مِن بَعدي (2).
وكان لعقيل عددٌ من الشهداء على طريق سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه، منهم أولاده، ومنهم أحفاده.. تقدّمهم ابنُه مسلم رضوان الله عليه فاستُشهِد في الكوفة قبلَ واقعة طفّ كربلاء، واستُشهِد ابنه الآخر ( جعفر ) يومَ عاشوراء بين يدَي ابن عمّه الحسين عليه السّلام.
أمّا أمّه فقد تحيّر أبو الفَرَج الإصفهانيّ في ضبط نسبها، فقال: أُمّه أمّ الثَّغْر بنت عامر ابن الهضاب العامريّ، مِن بني كِلاب (3)، فيما رويناه عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ( أي الباقر عليه السّلام )، وعن حميد بن مسلم.
ويُقال: أُمُّه الخَوْصاء بنت الثَّغر واسمُه عمرو بن عامر بن الهضاب بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامريّ، وأمُّها أرَدَّة بنت حنظلة بن خالد بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كِلاب، وأمُّها أمّ البنين بنت معاوية بن خالد بن ربيعة بن عامر.. وأمّها حميد بنت عُتبة بن سَمُرة بن عقبة بن عامر (4).
وأمّا إخوته فقد عَدَّهم المحقّق عبدالواحد المظفّر إلى ستّة عشر، وأخواته إلى ثمان.. وهم: عليّ الأكبر، وعليّ الأصغر، وعيسى، وعثمان، وعبدالرحمان الأكبر ( الشهيد بكربلاء )، وعبدالرحمان الأصغر، وجعفر الأصغر، وسعيد، وأبو سعيد ( أمّه الخَوْصاء، وولده محمّد بن أبي سعيد الشهيد بكربلاء )، وموسى ( الشهيد بكربلاء )، وعبدالله الأكبر ( الشهيد بكربلاء هو وولده محمّد )، وعبدالله الأصغر ( الشهيد بكربلاء )، ويزيد، وحمزة، وعَون ( الشهيد بكربلاء )، ومحمّد ( الشهيد بكربلاء هو ووَلَداه: جعفر وأحمد )، ومسلم بن عقيل ( الشهيد بكوفان ).
قيل: كان ممن استشهِد مع الإمام الحسين عليه السّلام سبعةَ عشَرَ عقيليّاً..
تسعةٌ مِن ولْدِ عقيلٍ لصُلْبهِ تاسعهم مسلم سفير الحسين عليه السّلام، وثمانية مِن أحفاد عقيل: أربعة أولاد لمسلم، واثنان لمحمّد، وواحد لأبي سعيد، وواحد لعبدالله الأكبر (5).
قال الحافظ المقريزيّ الشافعيّ: وقتلوا لصُلْبِ عليِّ بن أبي طالب تسعةً، ولصُلْب عقيل بن أبي طالب تسعة، ولذلك قالت نائحتُهم:
عينُ جُودي بعَبْـرةٍ وعَويلِ وانْدُبي إنْ نَدَبتِ آلَ الرسولِ
تِسـعةٌ كلُّهم لِصُـلْبِ عليٍّ قد أُبيدوا، وتِسعةٌ لعقيلِ (6)
وكان من شهداء آل عقيل: جعفر بن عقيل رضوان الله عليه (7).
حملة آل أبي طالب
بعد شهادة عليّ الأكبر عليه السّلام، خرج عبدُالله بن مسلم بن عقيل، فقَتَل جماعةً ثمّ استُشهد، حينها حَمَلَ آلُ أبي طالب حملةً واحدة، فصاح بهم الإمامُ الحسين صلوات الله عليه: صَبْراً يا بني عُمومَتي، صَبراً يا أهلَ بيتي، فَوَاللهِ لا رأيتُم هواناً بعد هذا اليومِ أبداً (.
ويُستشعر مِن هذا أنّهم أرادوا الهجوم بأجمعهم مرّةً واحدة، فاستوقفهم الإمام الحسين عليه السّلام: صَبراً على الموت يا بني عُمومتي.. (9)، فتقدّموا واحداً واحداً، يَرتَجزون، ويُقاتلون، ويُقتَلون.. إلى أن استُشهِد: عَونُ بن عبدالله بن جعفر الطيّار ( وأمّه العقيلة زينب الكبرى سلام الله عليها )، وأخوه محمّد بن عبدالله، وعبدالرحمان بن عقيل، ومحمّد بن مسلم بن عقيل.. (10)
وتقدّم جعفر..
وهو ابن عقيل بن أبي طالب، وأخو مسلم بن عقيل بن أبي طالب، عمُّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وابن عمّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب.. سلامُ الله على آل أبي طالب. تقدّم جعفر بن عقيل للقتال ـ كما يقول ابن شهرآشوب السَّرَويّ ـ فجالَدَ القومَ يَضرِبُ فيهم بسيفه قُدْماً وهو يقول مرتجزاً:
أنـا الغـلامُ الأبطحيُّ الطـالبي مِن مَعْشَرٍ فـي هـاشمٍ وغالبِ
ونحـن حقّـاً سـادةُ الـذَّوائبِ هـذا حُسـينٌ أطيَبُ الأطـائبِ
فقَتَل رجُلَين، وقيل: قتَلَ خمسةَ عَشَرَ فارساً (12).
قاتله
ذُكِر أنّ الذي قَتَل جعفرَ بنَ عقيل بن أبي طالب رضوان الله عليه هو عُروَةُ بن عبدالله الخَثْعميّ (13)، لكنّ أغلب المؤرّخين يؤكّدون أنّ القاتل الحقيقيّ هو بِشْر بن حَوْطِ الهَمْدانيّ (14).
ويؤكّد ذلك ما جاء في زيارة الشهداء يوم عاشوراء، قولُ الإمام المهديّ صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين:
السلامُ على جعفرِ بن عَقِيل، لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ ورامِيَهُ بِشْرَ بنَ حَوْطِ الهَمْدانيّ (15).
مِن بَني هاشِم
في البيتِ مِن هـاشمَ العلياءِ نِسبَتُهم والنَّعْتُ مِن أحمدَ المـبعوثِ لـلأممِ
قـومٌ إذا فَخَـر الأقـوامُ كـان لَهُم أنفُ الصَّفا وأعالي البيت والحَرَمِ (1)
أبوه عقيلُ بن أبي طالب بن عبدالمطّلب، من علياء قريش، سادة العرب، وبيت الحنيفيّة مِلّةِ إبراهيم الخليل عليه السّلام. وقد حَظِي عقيلٌ بمحبّة رسول الله صلّى الله عليه وآله.. روى ابن عبّاس قال: قال عليٌّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله: يا رسولَ الله، إنّك لَتُحِبّ عقيلاً ؟ قال: إي والله، إنّي لأُحبُّه حُبَّين: حُبّاً له، وحبّاً لحبِّ أبي طالب له. وإنّ وَلَدَه ( أي مسلم ) لَمقتولٌ في محبّة وَلَدِك ( أي الحسين عليه السّلام )، فتدمع عليه ( أي على مسلم رضوان الله عليه ) عيونُ المؤمنين، وتُصلّي عليه الملائكة المقرَّبون. ثمّ بكى رسولُ الله حتّى جَرَت دموعُه على صدره، ثمّ قال: إلى الله أشكو ما تَلقى عِترتي مِن بَعدي (2).
وكان لعقيل عددٌ من الشهداء على طريق سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه، منهم أولاده، ومنهم أحفاده.. تقدّمهم ابنُه مسلم رضوان الله عليه فاستُشهِد في الكوفة قبلَ واقعة طفّ كربلاء، واستُشهِد ابنه الآخر ( جعفر ) يومَ عاشوراء بين يدَي ابن عمّه الحسين عليه السّلام.
أمّا أمّه فقد تحيّر أبو الفَرَج الإصفهانيّ في ضبط نسبها، فقال: أُمّه أمّ الثَّغْر بنت عامر ابن الهضاب العامريّ، مِن بني كِلاب (3)، فيما رويناه عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ( أي الباقر عليه السّلام )، وعن حميد بن مسلم.
ويُقال: أُمُّه الخَوْصاء بنت الثَّغر واسمُه عمرو بن عامر بن الهضاب بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامريّ، وأمُّها أرَدَّة بنت حنظلة بن خالد بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كِلاب، وأمُّها أمّ البنين بنت معاوية بن خالد بن ربيعة بن عامر.. وأمّها حميد بنت عُتبة بن سَمُرة بن عقبة بن عامر (4).
وأمّا إخوته فقد عَدَّهم المحقّق عبدالواحد المظفّر إلى ستّة عشر، وأخواته إلى ثمان.. وهم: عليّ الأكبر، وعليّ الأصغر، وعيسى، وعثمان، وعبدالرحمان الأكبر ( الشهيد بكربلاء )، وعبدالرحمان الأصغر، وجعفر الأصغر، وسعيد، وأبو سعيد ( أمّه الخَوْصاء، وولده محمّد بن أبي سعيد الشهيد بكربلاء )، وموسى ( الشهيد بكربلاء )، وعبدالله الأكبر ( الشهيد بكربلاء هو وولده محمّد )، وعبدالله الأصغر ( الشهيد بكربلاء )، ويزيد، وحمزة، وعَون ( الشهيد بكربلاء )، ومحمّد ( الشهيد بكربلاء هو ووَلَداه: جعفر وأحمد )، ومسلم بن عقيل ( الشهيد بكوفان ).
قيل: كان ممن استشهِد مع الإمام الحسين عليه السّلام سبعةَ عشَرَ عقيليّاً..
تسعةٌ مِن ولْدِ عقيلٍ لصُلْبهِ تاسعهم مسلم سفير الحسين عليه السّلام، وثمانية مِن أحفاد عقيل: أربعة أولاد لمسلم، واثنان لمحمّد، وواحد لأبي سعيد، وواحد لعبدالله الأكبر (5).
قال الحافظ المقريزيّ الشافعيّ: وقتلوا لصُلْبِ عليِّ بن أبي طالب تسعةً، ولصُلْب عقيل بن أبي طالب تسعة، ولذلك قالت نائحتُهم:
عينُ جُودي بعَبْـرةٍ وعَويلِ وانْدُبي إنْ نَدَبتِ آلَ الرسولِ
تِسـعةٌ كلُّهم لِصُـلْبِ عليٍّ قد أُبيدوا، وتِسعةٌ لعقيلِ (6)
وكان من شهداء آل عقيل: جعفر بن عقيل رضوان الله عليه (7).
حملة آل أبي طالب
بعد شهادة عليّ الأكبر عليه السّلام، خرج عبدُالله بن مسلم بن عقيل، فقَتَل جماعةً ثمّ استُشهد، حينها حَمَلَ آلُ أبي طالب حملةً واحدة، فصاح بهم الإمامُ الحسين صلوات الله عليه: صَبْراً يا بني عُمومَتي، صَبراً يا أهلَ بيتي، فَوَاللهِ لا رأيتُم هواناً بعد هذا اليومِ أبداً (.
ويُستشعر مِن هذا أنّهم أرادوا الهجوم بأجمعهم مرّةً واحدة، فاستوقفهم الإمام الحسين عليه السّلام: صَبراً على الموت يا بني عُمومتي.. (9)، فتقدّموا واحداً واحداً، يَرتَجزون، ويُقاتلون، ويُقتَلون.. إلى أن استُشهِد: عَونُ بن عبدالله بن جعفر الطيّار ( وأمّه العقيلة زينب الكبرى سلام الله عليها )، وأخوه محمّد بن عبدالله، وعبدالرحمان بن عقيل، ومحمّد بن مسلم بن عقيل.. (10)
وتقدّم جعفر..
وهو ابن عقيل بن أبي طالب، وأخو مسلم بن عقيل بن أبي طالب، عمُّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وابن عمّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب.. سلامُ الله على آل أبي طالب. تقدّم جعفر بن عقيل للقتال ـ كما يقول ابن شهرآشوب السَّرَويّ ـ فجالَدَ القومَ يَضرِبُ فيهم بسيفه قُدْماً وهو يقول مرتجزاً:
أنـا الغـلامُ الأبطحيُّ الطـالبي مِن مَعْشَرٍ فـي هـاشمٍ وغالبِ
ونحـن حقّـاً سـادةُ الـذَّوائبِ هـذا حُسـينٌ أطيَبُ الأطـائبِ
فقَتَل رجُلَين، وقيل: قتَلَ خمسةَ عَشَرَ فارساً (12).
قاتله
ذُكِر أنّ الذي قَتَل جعفرَ بنَ عقيل بن أبي طالب رضوان الله عليه هو عُروَةُ بن عبدالله الخَثْعميّ (13)، لكنّ أغلب المؤرّخين يؤكّدون أنّ القاتل الحقيقيّ هو بِشْر بن حَوْطِ الهَمْدانيّ (14).
ويؤكّد ذلك ما جاء في زيارة الشهداء يوم عاشوراء، قولُ الإمام المهديّ صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين:
السلامُ على جعفرِ بن عَقِيل، لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ ورامِيَهُ بِشْرَ بنَ حَوْطِ الهَمْدانيّ (15).